الحرب قادمة لا محالة.. سيناريو كارثي تنبأ به كثير من المحللين الروس والأتراك, وذلك بعد أن قرعت أنقرة طبول الحرب باسقاطها الطائرة الروسية سوخوي24 وهو ما ردت عليه موسكو بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية علي أنقرة والتي اكد المحللون انها الخاسر الأكبر في تلك الحرب الباردة التي اندلعت بين البلدين, خاصة ان تجارها ورجال أعمالها بدأوا يصرخون من تأثير العقوبات الروسية, والتي قالت عنها الصحف إنها كبدت الاقتصاد التركي في ايام قليلة اكثر من9 مليارات دولار. وتشير التوقعات إلي أن طبول الحرب تقرع في مضيق البوسفور الذي شهد خلال الأيام الماضية كثيرا من الاحتكاكات بين البلدين, إذ أطلقت أمس الأول بارجة روسية النار تحذيرا لسفينة تركية كادت أن تصطدم بها, كما قامت سفينة حراسة روسية بتغيير مسار سفينة تركية تعمل في مجال البترول عشية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لروسيا إلا أن الكرملين خرج ببيان ليلغي الزيارة نظرا للتوترات بين البلدين, ولن ننسي صورة الجندي الروسي الذي اشهر سلاحه في مضيق البوسفور وهو ما اثار استفزاز أنقرة التي اكتفت بالاحتجاج. واستطاعت موسكو أن تلقن أنقرة درسا لن تنساه اذ اتخذت العديد من الاجراءات التي ضربت قطاع السياحة والتجارة التركي وهو ما أدي الي هبوط الليرة التركية بشكل كبير خلال الفترة الماضية نظرا لأنها أكبر شريك تجاري لأنقرة بعد الاتحاد الأوروبي. وأعلنت موسكو أنه بحلول عام2016 ستشهد العلاقات السياحية بين البلدين طابعا جديدا اذ ستفرض تأشيرة دخول علي الأتراك, كما ألغت عام التعاون الروسي التركي الذي كان مقررا في2016, كما اعلنت اعتزامها إلغاء عامي الثقافة والسياحة في تركيا وروسيا في2017 و2018,وهو ما وجه ضربه قوية للسياحة التركية التي تعد إحدي ركائز الاقتصاد التركي وفي المجال العسكري قطعت موسكو جميع أشكال الاتصال العسكري مع أنقرة تأديبا لها, واعلنت أمس أنها قد تقبل بالتصالح واعادة تطبيع العلاقات مع السلطان أردوغان لكن بشروط أولها الاعتذار وتقديم المتورطين في الهجوم علي الطائرة للمحاكمة ودفع تعويضات لموسكو,وهو ما سبق وأن رفضته أنقرة. والجميع يعلم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه الكثير في جعبته والمزيد من أوراق الضغط التي لم يظهرها بعد أبرزها وقف إمدادها بالغاز الروسي وهو ما سيشكل كارثة علي موسكو, اذ تصل واردات الغاز الروسي لأنقرة إلي قرابة30 مليار متر مكعب ويمر الغاز عبر انبوبين أعلنت موسكو منذ ايام إلغاءها واحدا منهما يضخ ما يقرب من50% من واردات الغاز. كما أن موسكو قادرة علي نسف الجهود التركية التي يبذلها أردوغان في مواجهة الاكراد وذلك من خلال امدادهم بكافة اشكال الدعم والمساعدة التي تؤهلهم لمواجهة اردوغان وشرطته المتوحشة, كما انه بإمكان موسكو ان تلجأ الي نفس السيناريو الذي اتبعته مع استونيا في عام2007, اذ شنت هجوما الكترونيا تسبب في حجب الخدمة عن عدد من اهم الشبكات الحكومية في البلاد, وهو الامر الذي ادركته تركيا التي تراجعت امس عن لهجتها المتعالية, مؤكدة انها لا ترغب في تلك التوترات الموجودة مع موسكو.