ما يقدمه التليفزيون عبر قنواته الفضائية الخاصة تحت اسم مسرح مصر و تياترو مصر مع الفارق بينهما ليس هو بالتأكيد المسرح المصري بمفهومه التاريخي وإنما هي وجبات سريعة الهدف منها سد الإحساس بالجوع لا التغذية الحقيقية المفيدة إذ أن المسرح الحقيقي يتناول مناقشة القضايا الكبري المؤثرة سعيا نحو الأرقي والأجمل بينما المسرح التليفزيوني بشكله الحالي يعتمد الضحك أو الكاريكاتورية حيث يقوم المعد بتجهيز الوجبة الأساسية بينما يتولي الباقون حشر الساندوتش بالسلطات والبهارات. علي أي حال ليس هناك ضرر من هذا النوع من المسرحيات الخفيفة حيث إنها تقوم بتوصيل الطلبات للمنازل ليتناولها المشاهدون دون أن يضطروا إلي التحرك للذهاب لدور العرض الرسمية. ومن العدل أن نعترف للفنان الدءوب أشرف عبدالباقي حبه للفن ورغبته في أن يشارك في التسرية عن الناس فهو بحكم تركيبته فنان خفيف الظل ذو وجه بشوش قادر علي الوصول للجمهور كما أنه يملك من الحيوية ما يجعلها تشع علي بقية فريق الممثلين. هل ما يقدمه نوع من مسرح القطاع الخاص هدفه الجمهور العريض وهوما بالفعل أصبح يملك جمهورا كبيرا من المشاهدين في البيوت أم هو نوعا شبيها بتمثليات السهرة, وإن كان يقدم علي خشبة مسرحية؟ وهل هو في صالح المسرح الآخر أم ضده؟ يضيف إليه أم يأخذ من رصيده؟ الحقيقة أنه حل مشكلة الانتقال والمواصلات وتكلفة الوقت والتذكرة والتفكير في الذهاب والعودة, وهنا لابد أن أتطرف إلي ملاحظتين هامتين.. الأولي مجمع المسارح في العتبة( القومي.. والطليعة والعرائس وتواجدهم في موقع موبوء بالضجيج والزحام والأصوات العالية من الباعة والراديوهات والميكروفونات وهو جو مرفوض لايصلح إطلاقا إلا كسوق.. وقارن بينه وبين دار الأوبرا حيث الجمال والهدوء والذوق الرفيع والفن الرفيع أيضا. والملاحظة الثانية والأهم هي أن التليفزيون العربي.. تليفزيون مصر الرسمي لم يسجل المسرحيات المعروضة منذ ضمور القطاع الخاص وبالتالي لايراها المشاهد معروضة كما كان يحدث قديما ولهذا يعيد عرض مسرحيات الابيض والاسود القديمة والهزلية والاستهلاكية والأقرب إلي التهريج.. يعيد تقديمها يوميا علي قنوات النيل المتخصصة.. ولعل العذر هو أن المسرحيات الجديدة ليس بها نجوم كوميديا كبار.. أو أنها تثير قضايا ليست مطلوبة.. أو أنه لاتوجد ميزانية.. أو أن هناك مشاكل مالية بين التليفزيون ووزارة الثقافة, فهل نكتفي بعرض المسرحيات لشهر أو شهرين علي مسارح الهيئة ليراها عدد محدود من المتفرجين ولا يذكرها أحد بعد ذلك؟ أرجو أن يسجل التليفزيون المسرحيات الجديدة المعروضة, والتي تراعي فيها الهيئة وجود نجوم كوميديا كبار مثل الموهوب الضخم يحيي الفخراني في القومي والكوميدي الراسخ أحمد بدير في السلام, وأن يعرضها علي القناة الأولي.