أثار خبر عودة برنامج ريهام سعيد وظهورها مرة أخري بعد توقف عدة أسابيع آراء مناهضة للفكرة ورفضا واسع النطاق خاصة من خبراء الإعلام والأكاديميين, حيث اعتبره البعض عدم احترام لموقف الرأي العام, والبعض الآخر ذهب إلي أن اختفاءها أو توقفها فترة من الزمن كان مجرد حيلة لامتصاص الغضب الحادث وقتها بعد أن مارست نوعا من الابتزاز لفتاة مول الحرية والتشهير بها, فيما ذهب فريق آخر إلي مناقشة القضية من زاوية أكثر اتساعا, متهما القناة بالتواطؤ من ناحية, وأن الإعلام الخاص يحقق فشلا في مواجهة الجمهور ولا يستطيع أن يفرض مضمونه, وأن الجمهور باستطاعته تغيير الواقع وأن يحدد ما يشاهده ومالا يريد مشاهدته.. الأهرام المسائي تفتح الملف الأكبر الذي يتعلق بالإعلام الخاص وتأهيله, فيما رأي المتخصصون أن أغلب مقدمي البرامج غير مؤهلين أخلاقيا ومهنيا.. يري الإعلامي حمدي الكنيسي أن غياب نقابة الإعلاميين يعد سببا مباشرا في الأخطاء والتجاوزات التي تنشرها القنوات ومن هنا تتعرض قناة مثل النهار لهذا الحرج الشديد أمام المشاهدين, عندما تفقد ريهام سعيد بوصلة الأداء المهني التي كانت تتحرك من خلالها قبل ذلك وتقع في منزلق انتهاك خصوصية إحدي ضيوفها التي عرفت باسم فتاة المول, أما بالنسبة لاتجاه القناة الآن لإعادة البرنامج برغم تأكيدها أن هذا القرار لا صلة له بالإعلانات التي كانت تدعم البرنامج, فإن القناة مطالبة بإلزام العاملين فيها بالمعايير المهنية الإعلامية كما تحددها نقابة الإعلاميين. وأضاف الكنيسي: صحيح أن بعض المسئولين في القناة يعلنون أنهم لن يخضعوا لضغوط الفيس بوك إلا أن تجاهل رغبات المشاهدين أمر لا تحتمله أي وسيلة إعلامية, وأرجو أن يكون الدرس الذي تلقته ريهام سعيد كافيا بأن تعيد النظر في أدائها. وبسؤاله عن احتمالية فرض الإعلام المضامين التي يعرضها علي الجمهور قال إن الحل في قيام نقابة إعلاميين لأنها الوحيدة التي تملك حق إصدار ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة سلوك مهني إعلامي, وهي أيضا تملك وحدها حق المراجعة والمحاسبة مما يحقق توازن الأداء الإعلامي ونرجو أن يتم ذلك في وقت قريب جدا خاصة وأن مشروع قانون نقابة الإعلاميين تحت التأسيس وتمت الموافقة عليه من لجنة الإصلاح التشريعي والمفترض أن يرفعه مجلس الوزراء إلي السيد رئيس الجمهورية ليصدر قرارا بقانون لنقابة الإعلاميين حتي تبدأ فورا مهامها التي تعيد التوازن للإعلام. وقال الدكتور صفوت العالم إن عودة برنامج ريهام سعيد يعد عدم احترام لعقول الجمهور فإدارة القناة بهذا الأسلوب تعبر عن عدم احترامها وتقديرها للرأي العام الرافض لمثل هذه المذيعة وهذا النوع من الإعلاميين الذين يستخفون بعقول الجمهور المشاهد لهم وتضليلهم أخلاقيا وفكريا واجتماعيا, وبالتالي كان يجب علي القناة أن تحترم رغبة الرأي العام ولا تضرب به عرض الحائط والاستخفاف بعقول المشاهدين, والقرار في النهاية ليس مجرد تصور أن الملكية للقناة تنتصر علي إرادة الجمهور فهي ليست امتلاكا ماديا فقط ولكنها امتلاك معنوي لأنها ترتبط برأي الجمهور العام واهتماماته هل سيشاهد القناة بعد عودتها ثانية أم أنه سيمتنع عنها..!! وبسؤاله هل ستنجح حملة تشفير القناة بعد نجاح الحملة ضد رعاة البرنامج وتجميده, أجاب أن نجاح الحملة أو فشلها هو وفقا لإرادة الجمهور ومنظورهم للموقف الراهن أمامهم ورؤيتهم علي الحشد والتجميع في هذا الصدد ومن الممكن أن تتوقف تبعا لرغبة الناس والمواطنين ومدي تقبلهم للأمر. وعن رأيه أن إيقاف البرنامج كان مجرد امتصاص لغضب الجمهور مؤقتا, أشار إلي أن هذا يعتبر نوعا من التلاعب والتواطؤ لما يكون في مصلحة المالك للقناة ذاته فعندما يري مالكها أن هناك هجوما شرسا يتواطأ علي الرأي العام لحين هدوء الأمر ومن ثم عودة ما يريده كما كان حتي يحقق مصالحه الذاتية علي حساب مصلحة الجمهور. وأكدت الدكتورة ليلي عبد المجيد عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة وجامعة الأهرام الكندية سابقا أنها ضد برامج التسول واستغلال آلام المصريين وأوجاعهم, سواء كانت ريهام سعيد أو غيرها وهذه ليست مهمة الإعلام.. فمهمة الإعلام التحدث عن المشكلة وطرحها ويمكن المساهمة في تطوير المستشفيات المعدومة فبدلا من أن يقوم برنامج بمعالجة20 نعالج2000, فضلا عن أنها خرجت عن كل الأعراف الإعلامية والمهنية وثبت بالدليل أنها استخدمت نصابين في برنامجها وتروج للدجل والعفاريت. وأشارت إلي أن ريهام سعيد تلعب دورا لصرف النظر عن المشاكل الحقيقية, وفي الواقعة الأخيرة( واقعة فتاة المول) مارست نوعا من الابتزاز وتدخلت في خصوصيات الناس. وقالت إنها تستبعد فكرة أن القناة لا يهمها الإعلانات, وفي نفس الوقت لا يستطيع الإعلام أن يفرض مضمونه علي الجمهور, فالجمهور هو الذي سيغير الواقع فباستطاعته أن يحدد ما يشاهده وما لا يريد مشاهدته فهو الذي يملك ريموت الكنترول, وبالتالي إذا أحجم الجمهور فلن تكون هناك إعلانات إذا قلت نسبة المشاهدة للبرنامج. وأكدت أنها ضد الحملة علي الفيس بوك لغلق القناة لأن القناة في المقابل تقدم برامج أخري جيدة ومتميزة, فلن نغلق القناة بسبب برنامج. وقالت إن الإعلام مرآة المجتمع, فالإعلام مؤسسة من بين المؤسسات غير القائمة بدورها مثل الأسرة والتعليم والدين والمؤسسات الحزبية كما قالت( الناس مش عايزة تشتغل وتقوم بدورها في المجتمع) فنحن نحتاج إلي ثورة ثقافية واجتماعية لأننا نمر بأزمة أخلاقية, فإذا كانت مؤسسة الأسرة تقوم بدورها سيتحسن المجتمع, فالأسرة اليوم تترك أبناءها يتعلمون من الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والأصدقاء وليس هناك رقابة كافية من الأهل, لذلك الإعلام يعكس صورة المجتمع.. واختتمت كلامها مؤكدة أن الإعلام الخاص تجاري والحكومي فاشل فنأمل أن يتغير الوضع ونصلح مسارنا حتي ننهض بمجتمعنا.