شددت مصر أمس علي ضرورة وضع خارطة طريق تنفيذية عاجلة, تراعي المخاوف وعناصر القلق المصرية, المتمثلة في سرعة أعمال البناء والإنشاءات في سد النهضة, وبطء مسار المفاوضات الخاصة بتنفيذ المسار الفني المتفق عليه, في اتفاق الخرطوم الذي وقع في مارس الماضي, والخاص بإجراء الدراسات الخاصة بالآثار المائية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية لبناء السد, علي دولتي المصب مصر والسودان, وطالبت إثيوبيا بوجود آلية, تضمن التنفيذ الكامل لبنود الاتفاقات الموقعة بين الدول الثلاث. وقالت مصادر مطلعة إن الوفد الإثيوبي المشارك في الاجتماع السداسي لوزراء الري والخارجية بدول مصر والسودان وإثيوبيا, والمنعقد حاليا في العاصمة السودانية الخرطوم, أكد خلال رده علي الشواغل المصرية التي أثيرت, أن إثيوبيا لن تغلق السد لحجز ومنع تدفق المياه إلي دولتي المصب, مشيرا إلي أنها تمتلك عددا من المختبرات التي تحدد الأخطار, وتمنع أي مخاطر محتملة من شأنها أن تلحق الضرر بالحصص المائية لمصر والسودان, مشددا علي أن سلامة السد أمر حيوي لإثيوبيا, التي تمتلك دراسات تتعلق بالتمويل وأخري بالآثار البيئية. ولفتت المصادر إلي إبداء الجانب الإثيوبي استعداده لإجراء ما وصفه بالدراسات الإضافية اللازمة للتأكد من سلامة سد النهضة, لتبديد المخاوف المصرية والسودانية, وخاصة ما أثير مؤخرا حول عدم وجود أي أخطار تهدد السد, بسبب قربه من حزام الزلازل. ومن المقرر أن يستكمل وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث اليوم, اجتماعهم السداسي في الخرطوم, بعد انتهاء مباحثات اليوم الأول, دون التوصل إلي حل في قضايا الخلاف بين الأطراف, وسط إخفاق إثيوبي لافت في تبديد مخاوف مصر المائية, وإعلان السودان احترامها لاتفاقية1959 مع مصر. وقالت مصادر لالأهرام المسائي إن الوفد الإثيوبي أعلن خلال الاجتماع استعداده لتنفيذ مشروع زراعي عملاق, يخدم إثيوبيا والسودان في المنطقة الحدودية, لتعظيم الاستفادة من الطاقة الكهربائية التي من المقرر أن يولدها سد النهضة, وفي مقدمتها حل مشاكل نقص الكهرباء في الدول الثلاث. وطالبت إثيوبيا أمس بتوقيع اتفاقية تشغيل بين الدول الثلاث, لضمان انسياب الماء بالتشاور بين الجيران, مشيرة إلي أن التعاون سيتيح للدول الثلاث, استخدام المياه بصورة مناسبة وعادلة, وقال سامح شكري وزير الخارجية إن مصر سعت علي مدار أكثر من عام, لتوثيق العلاقات مع إثيوبيا, وخلق إطار ثلاثي يضم الدول الثلاث, يسوده التوافق والعمل المشترك نحو إيجاد حلول لشواغل الأطراف الثلاثة, مشددا علي ضرورة مراجعة المواقف, فيما يتعلق بالفترة المقبلة, من أجل تحقيق التقدم في مسار المفاوضات, وقال شكري إن ما شهدته المفاوضات الفنية من تعثر نسبي خلال الفترة الماضية, يستوجب الإسراع في تنفيذ الدراسات الخاصة بتقييم الآثار المترتبة علي بناء سد النهضة علي دولتي المصب.