شهد اليوم الثالث لمؤتمر أدباء مصر في دورته الثلاثين رضوي عاشور نشاطا ثقافيا متنوعا لكنه اتسم بالتخبط والعشوائية, حيث تكررت أسماء في أكثر من ندوة في نفس التوقيت, واختلطت أماكن الندوات مع بعضها البعض مما صعب علي الجمهور التواصل وحضور الندوات في موعدها. ويعتبر من النقاط الإيجابية التي شهدها اليوم تنوع المحاور والتركيز علي إقامة لقاءات وورش عمل مع الطلاب في الجامعات والمدارس, حيث عقد بجامعة أسوان ندوة ثقافية شارك فيها د. جميل الراوي, وجميل عبد الرحمن, وعماد القطري, و فتحي عبد السميع, وأدارها د.رفاعي مصطفي عميد كلية الآداب, كما عقدت ندوة بالمعهد الأزهري الثانوي بأسوان وندوة بمدرسة العقاد الثانوية واخري بمدرسة كوم أمبو الثانوية وفي مدرسة طه حسين وكذلك مدرسة السلام. وحرص المثقفون المشاركون في المؤتمر في كل جلسة علي الوقوف دقيقة حدادا علي روح الأديب الأقصري مأمون الحجاجي الذي رحل عن عالمنا أول أمس بعد صراع مع المرض, قبل ان يقدم مشاركته البحثية التي كان موعدها بالامس ضمن ندوات المؤتمر, وسادت حالة من الحزن علي رحيل الحجاجي الذي لعب دورا كبيرا في اقامة مهرجان طيبة الأدبي وفرع كتاب مصر بالاقصر. وفي ندوة العلمانية واشكاليات المصطلح قال د.علي مبروك أستاذ الفلسفة بأداب القاهرة أن العلمانية مفهوم شأنه شأن المفاهيم المتداولة هو مفهوم غيرمنتج وعدم انتاجيته وغيره من المفاهيم مثل الديمقراطية مرتبطة بالطريقة البائسة التي نتعامل بها معها, فمثلا العرب لديهم معركة في الوقت الحالي مع الاسلام السياسي وبدلا من أن يكتشفوا قوانينها الحاكمة وفهمها, استدعوا العلمانية كسلاح مجرب سلفا متصورين انها المواجهه المنتجه, وباعتبارها حل جاهز وفي الحقيقة ان هذه الطريقة مرتبطة بنظام عقلي يحتاج إلي تفكيك, فهذا عقل مقيد دائما بأصل سابق وجاهز ونموذج مكتمل وما علينا الا ان نأتي بهذا النموذج وفرضه علي الواقع ليأتي بثمارة وهذه هي الطريقة التي عملوا بها مع العلمانية باستدعائها لفرضها علي واقعنا لينتج ما انتجه في السياق الذي نشأ فيه, فتحولت العلمانية لديانة خلاصية, رغم انها نشأت لتخلصنا من كل الديانات الخلاصية. وأضاف تحولت العلمانية عند العرب من تجربة تتميز بالانفتاح الي اصل ونموذج منغلق اي تحولت العلمانية إلي ما جاءت لتواجهه لذلك أصبحت غير منتجه. كما أقيمت ندوة بعنوان المشهد الإبداعي في محافظة أسوان وكانت المناقشة بها أكثر تخصصية في فنون الأدب الأسواني وقدمت عدد من الشهادات عن هذا المشهد الإبداعي. وفي ندوة مشكلات النشر قال الناشر أشرف عويس أن ازمات النشر الحقيقية لا يمكن تقسيمها ما بين النشر الحكومي والنشر الخاص فالجميع شركاء ولا يمكن حل تلك المشكلات بشكل منفصل, موضحا أن هناك غياب لرؤية النشر بالمؤسسات الحكومية فالنشر يكون وفقا لما يرد للهيئات من اعمال, والنتيجة صدور اصدارات يغيب عنها الفلسفة الورؤية التي تجمع بينها هذا بخلاف مشكلة التوزيع, اما النشر الخاص الذي هرب من تلك النقطة يواجه مشاكل اخري تتعلق بالتمويل وعمل توازن بين نشر العمل الجيد وتحقيق ربح في نفس الوقت في ظل التوزيع السيء. وأضاف الناقد د.حسين حمودة أن من أهم مشكلات النشر في المؤسسات الثقافية هو عدم التنسيق فيما بينها فنجد سلاسل مختلفة تقوم بالدور نفسه دون التفكير بغيرها, وعدم بلورة تصور واحد شامل يكون فيه تخطيط للاهتمام بنشره او ترجمته علي المدي الطويل, كما انه يتم التعامل مع الكتاب باعتباره سلعة من جهه وباعتباره خدمة ثقافية من جهه لكن دائما ما يكون هناك لبس وخلط بين المفهومين. موضحا أن هناك مشاكل اخري متعدده منها مشكلة التوزيع خاصة التوزيع خارج العاصمة, ومشكلة البيروقراطية وهذا لا يحدث في دور النشر الخاصة التي تتميز بمرونة اكثر. لذلك يجب ان نفكر في السياق المعاصر وبه وسائل جديدة للتعامل مع هذا العالم ومنها وسائط جديدة لحل مشكلة نشر الكتاب وهذا يستدعي التنسيق بين الجهات الثقافية التي تشبه الجزر المنعزلة.