الأزمة تولد الهمة, وأصاب الإرهاب الجميع, لم يعد مقبولا وطنيا ولا إقليميا ولا دوليا بقاء الوضع في بؤر الأزمات علي ما هو عليه, في سوريا وليبيا واليمن والعراق, لم يعد مقبولا من الدول ومن الشعوب جموح الذئاب المنفردة تضرب في كل مكان. أتت بوادر الحل الأولي مؤخرا في ليبيا, حيث وقع كل من من مجلس النواب الليبي( طبرق) والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته( طرابلس) السبت الماضي اتفاق مبادئ نص علي تشكيل حكومة وحدة وطنية بين كل منهما, يتم اختيارها من لجنة من عشرة أشخاص يتم مناصفتها بينهما للتوافق علي رئيس حكومة انتقالية ونائبين يمثل كل فريق نائبا منهما. هكذا قد تؤتي المساعي الجادة للمبعوث الأممي إلي ليبيا,مارتن كوبلر,الذي خلف ليون, الذي بذل الكثير من الجهد رغم إنكار البعض ذلك, فقد التقي كوبلر مسئولين بالدولة الليبية وعلي رأسهم رئيس مجلس النواب الليبي, في طبرق المستشار عقيلة صالح لبحث تشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبي وحث الأطراف للتوقيع علي الاتفاق كي يتم البدء في تشكيل حكومة توافق وطني خارج طرابلس لحين تسوية الملف الأمني بها..وتم التطرق أثناء لقاء كوبلر مع المستشار عقيلة صالح إلي جميع المواضيع المتعلقة بالحوار الليبي علي رأسها الترتيبات الأمنية, التي من شأنها تسهيل عمل حكومة التوافق الوطني, مشيرا إلي أن المجتمع الدولي موحد حيال المشهد الليبي, وأن هناك اجتماعا مرتقبا حول ليبيا سيكون في روما في30 ديسمبر المقبل, لافتا إلي أن حكومة الوفاق الوطني سيعلن عنها خلال أيام. واعتبر كوبلر أن انقسام ليبيا ليس جيدا خصوصا مع تمدد تنظيم داعش الإرهابي, واتخاذه من سرت عاصمة له, لافتا إلي أن المجتمع الدولي يخوض حربا ضد هذا التنظيم المتطرف, وهو ما دفع الأخير الفرار إلي ليبيا, وهو التنظيم الذي يعلن الحرب علي فريق طرابلس كما يعلنها علي فريق طبرق وعلي جميع الليبيين دون استثناء. أكد كوبلر أنه سيستخدم موقعه في الضغط علي مجلس الأمن لرفع حظر توريد الأسلحة علي الجيش الليبي, معربا عن أمله في هذا السياق أن يلتقي خلال الأيام القليلة المقبلة بالقائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول ركن خليفة بلقاسم حفتر, وهو ما أعلنه خلال الأسبوع الماضي كذلك أثناء لقائه بمحمود جبريل رئيس ائتلاف القوي الوطنية. وقال كوبلر, إنه يأمل في زيارة بنغازي قريبا كونه قبل دعوة عميد بلديتها عمر البرعصي, لافتا إلي أن وضع المدينة مأساوي مما تعانيه من تمدد للإرهاب ونقص شديد في السلع التموينية والغذائية والأدوية, مشيرا إلي أن سفارات العالم وبعثة الأممالمتحدة ينبغي لها العودة إلي ليبيا لتساعد هذا البلد علي النهوض مجددا. يمنيا التقي المبعوث الأممي ولد الشيخ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن, التي اغتيل محافظها أول أمس6 ديسمبر, كما صرح وزير الخارجية اليمني الجديد عبدالملك المخلافي قوله إن محادثات السلام المدعومة من الأممالمتحدة والتي تهدف إلي إنهاء الحرب الأهلية التي يشهدها اليمن منذ ثمانية أشهر بين ميليشيا الحوثيين المتحالفة مع إيران والحكومة المدعومة من السعودية. وحسب المخلافي فإن مرجعية المشاورات هي القرار2216 ستعقد في15 ديسمبر, مشيرا إلي قرار أصدره مجلس الأمن الدولي يدعو الحوثيين إلي الانسحاب من المدن الرئيسية. سوريا لن يتحمل العالم بقاء الوضع علي ما هو عليه, لن يتحمل بقاء بشار وبقاء داعش استنادا إليه, فأول الحل دائما في اجتثاث أسباب الأزمات..