تتدعي الديانة اليهودية رعايتها للمرأة وتأمين استقرارها, معترفة بالمكانة الفائقة التي تشغلها في الحياة العائلية!! ولكن بالتلمود دعاء يتلوه الرجل اليهودي يوميا يشكر فيه الله علي جعله يهوديا, وأنه لم يخلق امرأة, ولم يجعل منه إنسانا فضا! وفي بعض المخطوطات القديمة ابتهالات تقول: يا رب لا تجعل مني وثنيا, ولا عبدا, ولا امرأة!! مكانة المرأة, إذن, ليست فائقة, ومع ذلك تضع التوراة الرجال والنساء في مرتبة واحدة أمام قوانينها, علي الرغم من ضرورة حرمانها من المعرفة العميقة بالتوراة وإلزامها العمل بجد وجهد لإرسال اولادها إلي مدارس الحاخامات! والغريب أن الدين اليهودي يقرر أن الله أعطي المرأة هبة أكثر من الرجل: أعطاها عقلا صائبا وإن لم يظهر جليا للناس.. فهي مشغولة دائما بغزل الصوف, حتي وهي تتحدث مع غيرها! وهي مثل الوزة تمشي وعنقها ملتو ولكن لا شيء يخفي عن عينيها!!. ويعد كشف شعر المرأة اليهودية عنوانا لفسادها, ويعاقب الحاخام الزانية بكشف شعر رأسها, ذلك لأنه محرم علي العاهرة أن تغطي رأسها, ولذلك كانت اليهوديات يعبرن عن ارتفاع مستواهن الاجتماعي بغطاء الرأس, وسفر التكوين يقول عن( رفقة) أنها رفعت رأسها فرأت إسحاق فنزلت عن الجمل وقالت للعبد: من هذا الرجل القادم للقائنا, فقال: هو سيدي, فأخذت البرقع وتغطت والشريعة اليهودية- كما يقول( ول ديورانت) في كتابه( قصة الحضارة)- تجيز للرجل تطليق زوجته إن رفضت تغطية رأسها أمام الغرباء, ويشير الحبر اليهودي موسي بن ميمون إن المرأة اليهودية تخرج من دينها إن خرجت إلي السوق وشعر رأسها مكشوف! بل يشدد عليها أن تغطي رأسها ولو كانت في فناء بيتها! والحاخام( مناحم براير) يلعن الزوج الذي يترك زوجته مكشوفة الشعر, بل يمنع الصلاة في وجود امرأة متزوجة حاسرة الرأس! وعلماء اليهود قالوا إن الله منذ اليوم الذي بني فيه المعبد أمر بالحشمة. ومن خلال فتاة عذراء اتخذها رب اليهود رمزا خاطب مدينة بابل- أو أهلها- موبخهم لمعصيتهم أوامره; مخبرهم عما سيؤول إليه أمرهم من سقوط وذل. قال الرب في سفر إشعياء(1/47-3):( انزلي واجلسي علي التراب أيتها العذراء ابنة بابل. اجلسي علي الأرض.. لا علي العرش يا ابنة الكلدانيين, لأنك لن تدعي من بعد الناعمة المترفة. خذي حجري الرحي واطحني الدقيق. اكشفي نقابك, وشمري عن الذيل, واكشفي عن الساق, واعبري الأنهار, فيظل عريك مكشوفا وعارك ظاهرا, فإني أنتقم ولا أعفو عن أحد) ويصف سفر دانيال(2/13-3) سوسنة بأنها مؤمنة تقية: وقد جاء وصفها أنها كانت( منقبة):( وكانت سوسنة لطيفة جدا جميلة المنظر ولما كانت مبرقعة, أمر هذان الفاجران أن يكشف وجهها, ليشبعا من جمالها)(31/13-32). تقول الموسوعة اليهودية في بيان أمر النقاب في العهد القديم:( النقاب لتغطية الوجه. يضم الكتاب المقدس عدة كلمات تترجم عادة علي أنها( نقاب) غير أن المعني الدقيق لهذه الكلمات غير معروف, ربما هي تشير إلي ملابس أخري تستعمل هي أيضا لتغطية الوجه.. ولكن سفر الإنشاد قد يحدد لنا هذا( النقاب) فالنبي سليمان, صاحب السفر يصف محبوبته قائلا:( لشد ما أنت جميلة يا حبيبتي, لشد ما أنت جميلة! عيناك من وراء نقابك كحمامتين.)نشيد الانشاد(1/4).. وهذا دليل علي إقرار ارتداء هذا اللباس وأن من شرعة هم بني إسرائيل! وهذا يعد أول ذكر صريح للنقاب الذي اريد أن اعرف مصدره. سوف نري إن كان معروفا في الحضارتين اليونانية والرومانية قبل ان نبحث في المسيحية. كاتب ليبي [email protected]