في العمل كثير من الهموم. تقتل هدوءك. تري ألوانا مختلفة. اليوم. في الصباح... تنشر نسمات الهواء ممزوجة ببعض من الأتربة الساخنة التي تخنق الأنفاس. يالها من عاصفة ساخنة. إحساس بالخوف تارة وبالفشل تارة أخري, الشوارع كما هي, الناس متراصة علي الأرصفة, والطرقات. الناس هنا لايعرفون من الحقيقي ومن المزيف. تتلألأ كل المعادن متساوية. كأنها متشابهة... وهي في الحقيقة بداخلها يختلف عن الآخر. لكن من يغوص في الداخل ليصل إلي الحقيقة؟!! تجلس علي مكتبك. الأوراق متراصة متراكمة تراقب ماحولك من ضباب, تحاول أن تبتعد عنهم لكنك لم تستطع, ليتك تعلم لماذا تود أن تنأي عنهم بعيدا. علامات غريبة تحاصرك, تتخلص من عنانك الذهني بالعمل. تقلب في الأوراق المتراصة التي لا ترحمك. تشعر بالملل. تفكر في أن تترك كل شيء هنا, لكن أين... ولمن؟ القيم أمامك تتهاوي وأنت سابح في عرقك وأوهامك الكاذبة.... المخادعة بأنك ستحقق حلما ذات يوم. تركت الأرض, تركت كل شيء. كي تعيش في المدينة. معتقدا أنك ستصبح يوما... لكنك لم تصبح. تترك العمل في ضيق. أوراقك المتراصة التي ضاقت بك, وضقت بها. لقد ملت كثيرا منك. تنظر في العيون المحدقة. تمشي في هدوء. لاتدري إلي أين ستأخذك قدماك. فجأة تفكر في العودة. تركب سيارتك السوداء. ذاهبا إلي القرية... مااحوجك إلي أحاديث, وقلوب طيبة. تنعم بالجلوس مع من تحب. تعرفهم, ويعرفونك صورهم صادقة, غير مزيفة. تدخل البيت البسيط, ترتمي بين ذراعيها. تري الأمان يسري في عروقك, تري الأمن والاطمئنان يعانقان وجهك الأسمر. كم تحب الهدوء. يحمل إليك لمعان صبح قد يأتي, يقترب إلي الأرض تسأل عن أبناء عمومتك.... تحدثك قائلة, متعجبة: هم وأهل القرية مشغولون في البحث ليلا, ونهارا.. للوصول إلي الكنز. - أي كنز تقصدين؟ راحتك تحدثك في براءة. تعرف منها إنهم يحفرون في الأرض- يتوهمون أنهم سيجدون كنزا. كماقال لهم الشيخ... مشيرا إلي قطعة من الأرض أمام البيت بها كنز. تلمح الذهول في عينيك. تذهب إليهم. تراهم يقفون منتبهين. إلي كل ذرة ثري... تخرج, لأول مرة تراهم خائفين منهم. يتهامسون في صوت خافت... لاتجد غير صديقك, تقترب منه.... لتعرف مابهم. يحدثك لوما: لقد جئت إلينا لتأخذ نصيبك من الكنز. لن يحدث. لن نمكنك. يدهشك مايقال من أقاويل باهتة. مزيفة. كيف تغير صديقك الذي كان ينتظرك ليقضي معك ساعات طويلة.... في حب! ليت تري الحزن في عينيه لحظة فراقك له. تنسحب. لم تقلق علي أقاويله. فهو لم يعلم إنك جئت هاربا إلي الراحة. ولكن يبدو أن الخوف يلازمك. تتركهم في صمت. وأنت تعلم جيدا. إنهم لن يجدوا الكنز. فهم واهمون. تشير إلي الأرض. هاهي تعانقك في حنو تراها تفتح ذراعيها لك... تقبلك في عطاء, تمكث هادئا عليها. تشم رائحة النسيم في قدومها كأنها جاءت لتعوضك موقف أبناء عمومتك, وتغير ملامح وجوههم. خوفا منك علي الكنز!