يجادل بعض المنظرين الأمريكيين إن المناظرات المحتدمة الدائرة الآن بين المرشحين في الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري من أجل الفوز بترشيح الحزب الي الانتخابات الرئاسية الأميركية. تستحق العناء لأنها تقدم واقعا تلقائيا, مما يساعد في الكشف عن شخصية الرئيس. فقد اسفرت المناظرات الثلاث التي أجريت حتي الآن بين المرشحين الجمهوريين عن تبدل الاحوال بين المرشحين حيث سطع نجم ملياردير العقارات دونالد ترامب في الأولي وسطع نجم جراح الأعصاب بن كارسون في الثانية وقصة كارسون مثيرة للإعجاب. فهو أحد أشهر أطباء جراحة الأعصاب للأطفال في العالم. لكنه يدافع عن اليمين المتشدد وهو تقدم للمرة الأولي علي ترامب علي المستوي الوطني في أحد الاستطلاعات اما في المناظرة الثالثة فقد سطع نجم سيناتور فلوريدا ماركو روبيو وتصدر جداله مع جيب بوش عناوين الأخبار في الصحف والتليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وبدأت الحكاية عندما حاول جيب بوش في المناظرة, أن ينتقد ماركو روبيو من خلال تعييره بأنه الأقل حضورا لجلسات التصويت داخل مجلس الشيوخ الأمريكي, وبالتالي تتوجب عليه الاستقالة. فما كان من روبيو إلا أن رد عليه قائلا:لا أذكر أنك تذمرت من سجل تصويت السيناتور جون ماكين. السبب الوحيد لتفعل ذلك الآن هو كوننا نتنافس علي المنصب نفسه. وهناك من أقنعك بأن مهاجمتي ستفيدك. ولد روبيو عام1971 لأبوين كوبيين هاجرا للولايات المتحدة في.1956 وكان أصغر سياسي يتولي رئاسة مجلس نواب ولاية فلوريدا, قبل انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ عام.2012 وهو خطف الاضواء عندما تحدث في مؤتمر الحزب الجمهوري لاعلان المرشح الجمهوري الي البيت الابيض ميت رومني. عام2012, عندما ركز علي استعادة تكافؤ الفرص لكل أميركي وعلي الحلم الامريكي وهو خطيب مفوه والاهم انه يحاول ان يكون قريبا من المعسكرين الكبيرين في الحزب الجمهوري ويظهر مؤيدا لكلا المعسكرين, ما أثار إعجاب الأعضاء الرئيسيين في جناح السلطة وراء الأبواب المغلقة بينما يحاول الإشارة إلي النوايا الحسنة الحقيقية للمحافظين باعتباره حامي القوة الأميركية. ومن ثم فهو ليس مقيدا بمسار واحد وهو يري أن لديه مسارين, وهذ ميزة حقيقية. وهو في المناظرة الثالثة اثبت, أنه مبدع بالمناظرات السياسية, علاوة علي انه يمتلك قصة شخصية عظيمة, وأسلوبا جذابا, ويعتبره البعض شابا كاريزماتيا مقنعا فضلا عن أن سيرته السياسة أكثر إثارة للإعجاب من معظم منافسيه; إنه يخيف الديمقراطيين في الانتخابات العامة, وعلي الرغم من أن دعمه الماضي لإصلاح سياسة الهجرة بشكل شامل يقبع كمسؤولية كبري علي عاتقه, ولكنه أظهر براعة أكبر من جيب بوش في معالجة هذه المسألة, علما أن الإخفاق في إحدي المسؤوليات ليس كافيا لإخراج مرشح من سلك المنافسة طالما أنه, وبخلاف ذلك, يبدو في موقع الفائز بشكل اعتيادي. ويري محللون بانه وقد اظهر جيب بوش أنه غير قادر علي تهدئة المخاوف تجاه بعده عن الهجرة والمبادئ الأساسية, أو أن يشق طريقه خارج إرث أخيه من الفشل, فإن روبيو يطرح نفسه كبديل لإصلاح ما أفسده بوش. فالحقيقة ان روبيو ارتفعت حظوظه الانتخابية مستفيدا من تعثر حملة حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش. انتصار روبيو في المناظرة الثالثة للجمهوريين ليس نهائيا ولا حاسما وإن كان نقطة إيجابية. وربما يمكن القول ان التأريخ للمناظرات ومن فاز حقا بها سوف يكتبه الفائز وفق مقولة تشرشيل الشهيرة بأن التاريخ يكتبه المنتصرون, سواء في السياسية او الحرب. خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية