يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا ولمدة يومين زيارة رسمية إلي المملكة المتحدة البريطانية, وذلك في إطار حرص البلدين علي مواصلة التنسيق بينهما للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلي شراكة جديدة تقوم علي تدعيم الاستقرار والدفع بجهود التنمية في مصر, وسوف يستقبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الرئيس السيسي بعد غد الخميس. وصرح السفير يوسف المتحدث الرئاسي أن الرئيس السيسي سيعقد لقاء ثنائيا مع رئيس الوزراء البريطاني للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية, فضلا عن التشاور حول المستجدات الإقليمية وما تفرزه من تحديات, وعلي رأسها تحدي الإرهاب في المنطقة. وسيلتقي الرئيس خلال الزيارة بوزير الدفاع البريطاني مايكل فالون لمناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني والتنسيق المشترك, لا سيما علي صعيد مواجهة التهديدات الإرهابية. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس سيلتقي أيضا مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني للتأكيد علي أهمية فتح قنوات اتصال مباشر بين مجلسي العموم واللوردات البريطانيين ومجلس النواب المصري عقب تشكليه, بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا, لاسيما في ضوء أهمية البعد البرلماني في العلاقات الثنائية من أجل تعزيز التواصل السياسي والشعبي المنشود بين البلدين. وأوضح المتحدث أن الزيارة ستشهد نشاطا مكثفا للرئيس السيسي علي الصعيد الاقتصادي, حيث سيجري عدة لقاءات مع كبريات الشركات البريطانية ومجتمع المال والأعمال, لاستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر, وبحث فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية, وفي مقدمتها قطاعات الطاقة والنقل والبنية التحتية, ارتباطا بالمشروعات القومية التي تدشنها مصر لدفع عجلة التنمية. وستتطرق لقاءات الرئيس في لندن إلي سبل زيادة التبادل التجاري البالغ حاليا نحو7,2 مليار دولار, وبما يتناسب مع التنامي الملحوظ الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين, فضلا عن جذب المزيد من الاستثمارات البريطانية, علما بأن المملكة المتحدة تعد أكبر مستثمر أجنبي في مصر, حيث تزيد استثماراتها حاليا علي20 مليار دولار. كما يلتقي الرئيس مع مجموعة من أبرز المفكرين البريطانيين لعرض الرؤية المصرية تجاه عملية البناء الديمقراطي والتحول الاقتصادي في مصر, وسبل معالجة الأزمات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. وسيلتقي أيضا رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للتباحث حول أنشطة البنك في السوق المصرية, والمتوقع زيادتها خلال الفترة المقبلة في ضوء موافقة مجلس المحافظين مؤخرا علي تحول مصر لدولة عمليات بالبنك. كما تشهد الزيارة التوقيع علي مذكرتي تفاهم بين مصر والمملكة المتحدة في مجالي التعاون الأمني والتعليم العالي. من جانبه قال السفير البريطاني لدي مصر, جون كاسن, في تقرير وزعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية: إن ثلاثة ملفات رئيسية تتصدر مباحثات كاميرون والسيسي وهي مكافحة الإرهاب والتطرف في مصر والمنطقة, مساعدة مصر علي النجاح كبلد مستقر ومزدهر وديمقراطي, والعلاقات الاقتصادية والتجارية والتعليمية بين البلدين. وأضاف كاسن: هذا الأسبوع ندشن المرحلة الجديدة لشراكتنا من أجل الاستقرار والإصلاح كما أن رئيس الوزراء كاميرون سيعبر عن دعمه للرئيس السيسي في الإصلاحات التي يقوم بها من أجل إنعاش الاقتصاد المصري, إضافة إلي رغبته في رؤية المزيد من التقدم السياسي الذي يعتبر أساسيا في استقرار مصر علي المدي الطويل. وأكد كاسن أن مصر كدولة عربية وإسلامية كبيرة تلعب دورا بارزا في محاربة داعش والفكر المتطرف, علي الصعيد الحكومي والشعبي, حيث قام الأزهر الشريف بدور محوري ومهم في مواجهة وتقويض الخطاب المسموم لتنظيم داعش عبر سلسلة من الأنشطة والبيانات والتقارير التي قام بها الأزهر لكشف حقيقة هذا التنظيم.