عاش حمادة وسط أسرة بسيطة وعندما اشتد عوده خرج للحياة يعتمد علي نفسه يتنقل بين عمل وآخر يكسب رزقه بالحلال ويضعه بين يدي والده لادخاره من أجل تحقيق حلمه أن يكون لديه مشروع تجاري صغير ويتزوج من الفتاة التي يحبها. مرت السنون حتي أدرك الهدف الذي يصبو إليه واتجه لبيع الأحذية وأصبح خلال وقت قصير من الأشخاص الذين يمتلكون سيولة مادية لا بأس بها وظل ينفق ببذخ شديد في الجلسات الليلية مع أصدقاء السوء حتي فوجئ بالديون تتراكم عليه ومطالبة الدائنين بسرعة سدادها. أهمل تجارة الأحذية واتجه لارتياد المقاهي يندب حظه العثر بسبب إفلاسه وأدمن المخدرات حتي يهرب من الظروف الصعبة وذات ليلة وأثناء اجتماعه مع رفاقه وبينهم سائق يعمل مع تاجر جلود وعرض عليه أن يساعده في سرقة ذلك التاجر أثناء جولاته المكوكية لجلب بضاعته من الأسواق. تردد السائق في بداية الأمر وخشي أن يفتضح أمره لكن حمادة طمئنه بقدرته علي مغافلة تاجر الأحذية وسلب أمواله التي يتسوق بها دون أن يدري. وقتها لعب الشيطان في رأس السائق ورحب بالفكرة وتم التخطيط لها بعناية ودقة من قبل حمادة. وبالفعل نجح في مساعيه واستولي مع شركائه بنظام المغافلة علي مبلغ كبير من نجل تاجر الجلود واهتمت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية بالواقعة وكلفت رجال مباحث الإسماعيلية سرعة القبض علي الجناة وفي أقل من48 ساعة من الحادث تم ضبط عصابة حمادة بكامل أفرادها والأموال التي بحوزتهم وتحرر المحضر اللازم لهم وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة كيفية ملاحقة العناصر الإجرامية التي تشكل خطرا داهما بتحركاتهم المشبوهة في الأماكن المزدحمة وقدرتهم علي السطو علي ضحاياهم بالإكراه والمغافلة والهرب وتوزيع حصيلة المسروقات سواء المالية أو السلع التجارية والغذائية وتصريفها بأساليبهم الخاصة لزيادة مدخراتهم لمواجهة الإنفاق المتزايد علي أمزجتهم الشخصية من تعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها وإقامة مشروعات تجارية لغسيل المال الذي سلبوه من ضحاياهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع الشمال والمقدم أحمد محيي رئيس العمليات والرائد محمد ثروت رئيس مباحث القنطرة غرب ومعاونيه النقباء حسن رضوان وشريف ماهر ومحمد أسعد ومحمد إدريس ودلت التحريات أن المدعو حمادة الشهير بلقب عباس33 سنة بائع أحذية- سييء السمعة مدمن للمواد المخدرة تعرف علي وائل26 سنة سائق- يعمل لدي تاجر جلود شهير في طنطا يدعي أيمن منذ حوالي ثلاثة أعوام ويرافقه في سفرياته لشراء البضاعة وأقنعه بمساعدته لسرقة هذا الرجل وظل يفكر لفترة ليست بالطويلة لتنفيذ فكر حمادة الشيطاني ووافق أن يكون همزة الوصل في عملية سرقة نجل التاجر اسمه عادل28 سنة- محاسب الساعد الأيمن لوالده وأخبر السائق المتهم الأول أنه سوف يتوجه للقنطرة غرب مع ابن تاجر الجلود في سيارته للتعاقد علي كميات كبيرة من الأحذية وأضافت التحريات أن حمادة قام بتأجير سيارة تحمل رقم ع ي ص7345 من أحد المعارض واستعان بصديقه أحمد وشهرته المبيض29 سنة-بائع أقمشة أن يرافقه للسفر وراء نجل تاجر الجلود لمغافلته وفتح سيارته بمفتاح مصطنع عند وقوفها أمام شركة الاستيراد والتصدير بشارع المعاهدة بالقنطرة غرب والتي يتعامل معها وأشارت التحريات إلي أنه تم تنفيذ عملية السرقة بمهارة ودقة شديدة وتم خطف حقيبة المجني عليه وبداخلها مبلغ420 ألف جنيه ولاذ حمادة بالفرار مع رفيقه المبيض عائدان لطنطا وانتظرهم شريكهم الرابع أحمد الشهير بلقب زويل39 سنة-بائع ومعهم الأموال التي حصلوا عليها من الضحية. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط اللصوص الأربعة ووضع ضباط المباحث خطة أمنية محكمة للإمساك بهم وبعد تحديد هويتهم ومحل إقامتهم توجهت مأمورية إلي طنطا وألقوا القبض عليهم وعثروا بحوزتهم علي395 ألف جنيه من أصل المبلغ واقتادوا الجناة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفوا تفصيليا بسرقة نجل تاجر الجلود لمرورهم بضائقة مالية تستدعي أن يفعلوا ذلك وبعرضهم علي مصطفي محمود وعمرو موسي وكيلا النيابة العامة باشرا التحقيق معهم تحت إشراف أحمد العيسوي مدير نيابة القنطرة الذي أمر بحبسهم4 أيام علي ذمة التحقيق.