ليس خطأ أن يوضع هذا الخبر في صفحات الطرائف أو في صدق أو لا تصدق أو في صفحات مخصصة للنكات و الترفيه ولكن أن يخرج علينا هذا الخبر في الصفحة الأولي ويتوقع منا أن نتعامل معه بجدية وان نصدق ما فيه فهذا هو القدر الأعلي من الاستخفاف بالعقول واستفزاز كل من لديه حد أدني من الفهم والحرص علي المنطق. بعض الأخبار تخرج علينا ولا ندري ما هو المقصود منها هل هو الإعلام أم الترفيه والتسرية عن النفس أم انه شكل من أشكال الاستفزاز وذلك بالسخرية منا نحن من يتلقي هذه الأخبار, بالأمس خبر في صدر صفحة الأولي لإحدي الصحف القومية مفاده أن6 أطفال في الحضانة طلبوا لقاء وزير التربية والتعليم الدكتور احمد زكي بدر وذلك للتحاور معه حول أوضاع التعليم وهكذا اجتمع الخبراء الستة منKG1 ليناقشوا المسئول الأول عن التعليم في مصر في تطوير التعليم والسلبيات الموجودة كما ذكر الخبر. ساعة كاملة كما قالت الصحيفة قضاها الوزير مع الخبراء الستة ولم يخل الخبر من طرافة عندما سأله احد الأطفال قائلا أنت وزير واللي ما يسمعش كلامك لازم تدخله السجن ليرد عليه الوزير مدافعا عن الحكومة مرة أخري كما تقول الصحيفة ايوه أنا وزير بس فيه قانون في البلد لازم نتناقش مع الناس ونحاورهم مافيش حد أحسن من حد. ويستمر اللقاء ليطالب التلاميذ وحسب ما أدري فإن التلاميذ فيKG1 عمرهم حوالي خمس سنوات ليطالبوا بتخفيف المناهج مؤكدين أنها صعبة علي الفهم فيؤكد لهم الوزير ان الوزارة تعمل علي تطوير المناهج وتنقيتها من اي صعوبات او أخطاء. هذا هو مضمون الخبر, وليس الخطأ هنا أن يلتقي الوزير التلاميذ أيا كان مستواهم التعليمي وأيا كانت أعمارهم وليس خطأ أن يوضع هذا الخبر في صفحات الطرائف أو في صدق أو لا تصدق أو في صفحات مخصصة للنكات و الترفيه ولكن أن يخرج علينا هذا الخبر في الصفحة الأولي ويتوقع منا أن نتعامل معه بجدية وان نصدق ما فيه فهذا هو القدر الأعلي من الاستخفاف بالعقول واستفزاز كل من لديه حد أدني من الفهم والحرص علي المنطق. لا أظن ان دكتور احمد زكي بدر وزير التربية و التعليم قد قصد ما حاول أن يسوقه الخبر من انه يناقش سياسات التعليم مع أطفالKG1 ولا أظن أن من كتب أو نشر أو أوحي بنشر هذا الخبر توقع منا أن نصدق أن الأطفال هم الذين طلبوا اللقاء مع وزير التربية والتعليم لمناقشة السياسة التعليمية, ولست ادري لماذا اقتصر الأمر علي تلاميذKG1 ولم تدرج مستويات تعليمية أخري كأولي ابتدائي وثانية ابتدائي أم أن هؤلاء خبراء في أمور أخري أكثر تعقيدا من السياسة التعليمية, وقد يطلبون اجتماعا موسعا لمجلس الوزراء لمناقشة سياسات الأمن القومي, أيها السادة قليلا من العقل حتي نستطيع أن نصدق ونتفاعل.