يقام عزاء الكاتب الكبير جمال الغيطاني بجامع المشير بالتجمع الخامس يوم الأربعاء المقبل, بعد أن شيعت أمس جنازته من مسجد السيدة نفيسة, ودفن بمقابر الأوتوستراد علي الطريق الدائري, وحضر الجنازة عدد كبير من أصدقاء ومحبي الراحل علي رأسهم وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم ومحافظ القاهرة د. جلال السعيد, ووزراء الثقافة السابقون د.عماد أبو غازي, د.صابر عرب وقد رحل الغيطاني عن عالمنا صباح أمس عن عمر يناهز ال70 عاما, بمستشفي الجلاء العسكري, بعد صراع مع المرض دام منذ منتصف شهر أغسطس حيث إنه دخل في غيبوبة استمرت حتي وفاته. وكان الغيطاني صاحب مشروع أدبي متميز صدر له العديد من الروايات والقصص والأعمال النقدية كما ترجمت أعماله للغات مختلفة منها الألمانية والفرنسية والإنجليزية. ومن أعماله الروائية الزويل, الزيني بركات, وقائع حارة الزعفراني, من دفتر العشق والغربة, الرفاعي, كتاب التجليات أسفار ثلاثة, هاتف المغيب, حكايات المؤسسة, حكايات الخبيئة, سفير البنيان, والأعمال القصصية أوراق شاب عاش منذ ألف عام, أرض.. أرض, حكايات الغريب, إتحاف الزمن بحكاية جلبي السلطان, مطربة الغروب, ثمار الوقت, مقاربة الأبد, ساعات. وللغيطاني أعمال تلفزيونية منها الزيني بركات بطولة أحمد بدير, ونبيل الحلفاوي, حارة الزعفراني بطولة صلاح السعدني, وسماح أنور, ومن الأعمال السينمائية حكايات الغريب بطولة محمد منير ومحمود الجندي, وفيلم كلام الليل, وخمس نجوم. مطالب بجمع أعماله كما أصدر عدد من المثقفين بيانا منهم الكاتبة سلوي بكر, الشاعر شعبان يوسف, أسامة ريان, الكاتبة أمينة زيدان, سامية أبو زيد, الناقد عمر شهريار, والمترجمة هناء نصير بورشة الزيتون الثقافية ينعون فيه الراحل وجاء فيه لقد قاوم جمال علي المستوي الخاص تيمة الفقر التي كانت تهيمن علي أسرته, واستطاع أن يحول تلك المتاعب إلي سرديات عظيمة, وكانت واقعة اعتقاله في عام1966 ملهمة له ليكتب وينشر مجموعته القصصية الأولي المدهشة أوراق شاب عاش منذ ألف عام, ويستدعي التاريخ كعنصر حاسم في قراءة الحاضر وربما المستقبل, وظل الغيطاني مخلصا لرؤيته ولاتجاهه الذي ميزه عن كافة الكتاب المصريين والعرب, وبالفعل استطاعت كتاباته أن تلقي رواجا عربيا وعالميا, ونهيب بالمؤسسات الثقافية الرسمية الكبري في وزارة الثقافة, أن تجمع تراثه الأدبي والصحافي والفكري وكذلك مخطوطاته, وتنشرها في أسرع وقت, وهذا أقل القليل لما بذله الرجل في سبيل رفعة هذا الوطن وبنائه. نعي وتكريم ونعت الهيئات الثقافية المصرية والعربية الراحل جمال الغيطاني لإثرائه الحياة الثقافية وللدور الذي قدمه في عدد من تلك الهيئات من خلال رئاسته لتحرير سلسلة كتب حققت نجاحا كبيرا, وعلي رأس من نعوا رحيل الكاتب الكبير كان الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة الذي أكد أن رحيله خسارة كبيرة لأديب ومفكر وصحفي أثري الحياة الثقافية بأعماله. كما نعت الهيئة العامة لقصور الثقافة قيادة وعاملين وفاته في بيان خاص, مؤكدين أنه قد ساهم في إثراء الحركة الصحفية والثقافية والإبداعية في مصر والوطن العربي, وتقدر الهيئة العامة لقصور الثقافة دوره الرائد في تأسيس سلسلة الزخائر التي ساهمت في تشكيل وعي جيل كامل من الكتاب والأدباء والمبدعين والرواد وساهمت في دفع البحث العلمي التاريخي والتراثي, وتبحث قصور الثقافة الآن مع مبدعي مصر وإدارتها المتخصصة سبل تكريم اسم الكاتب الراحل. وأكد المجلس الأعلي للثقافة في بيان أن الغيطاني أثري المكتبة العربية برواياته التي ترجمت إلي اللغات العالمية, وأثبتت تفرده الإبداعي وريادة مصر الثقافية, كما كتب الكثير عن رحلاته وعن القاهرة وعن البشرية جمعاء, وعن رؤاه العميقة, إنه ذاكرة مصر التي نقل كنوزها الثقافية إلي العالم من خلال أدبه ومحاضراته العميقة. وأيضا نعت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د.هيثم الحاج علي الراحل ووصفته بصاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالما روائيا عجيبا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجا, انفتحت تجربته الفنية في السنوات الأخيرة علي العمل التلفزيوني مع المحافظة علي نفس الملامح التي نجدها في الرواية, إذ كشف النقاب عن عالم آخر يعيش بيننا من المعمار والناس, وقد أصدرت هيئة الكتاب الأعمال الكاملة للكاتب. ومن جانب آخر نعي اتحاد كتاب مصر برئاسة الروائي الكبير, علاء عبدالهادي وأعضاء الاتحاد الفقيد مؤكدين أنه برحيله خسرت الرواية العربية صوتا متفردا في تاريخ مجدها الحديث, وكان مثقفا طليعيا, وصاحب دور وطني مؤثر في حراك مصر الثقافي والسياسي.