نشأ «ط. ف» فى بيئة تجسدت فيها كل القيم غير الأخلاقية وغاب فيها الرقيب والقريب الناصح حيث طلق الأب زوجته والابن لم يكمل بعد الخمس سنوات واختار كل منهما شريك حياة آخر يكمل معه المسيرة ولم يفكرا فى السؤال عن ابنهما. لم يجد «ط. ف» سوى أخيه الذى كان يباشره من آن إلى لآخر وأطفال الشوارع الذين سار فى ركبهم وحرص على أن يسلك سلوكهم من تعاطى مخدرات وسرقة وبلطجة دون التفكير فى تعلم حرفة يقتات منها وتعينه على المعيشة. أما هى «ف. م» فلم تختلف معيشتها عنه، غير أنها كانت تعيش فى كنف والدتها واخواتها الذين كانوا يعتبرونها أمهم الثانية لأنها كانت أكبرهم سنا وكانت تمدهم بأفكارها الشيطانية التى لا تخلو من تعاطى المخدرات والشهادة الزور وتلفيق التهم والدسائس. وشاء القدر أن يفكر «ط. ف» 47 سنة عاطل فى الزواج فوقع اختياره على «ف. م» 37 سنة، ولم يُقدر لهذه الزيجة أن تستمر كثيرا، فعلى الرغم من أنه كان يتعاطى كل أنواع المخدرات إلا أنه كان يهين زوجته ويضربها لإفراطها فى التعاطى وسبب لها ذلك الكثير من الضيق فقررت التخلص منه وقتله بمساعدة اخوتها. تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من كشف لغز اختفاء مسجل خطر ومقتله وتقطيعه ووضعه فى أكياس بعد ارتكاب الجريمة بثمانى سنوات بمنطقة حدائق القبة. حيث تلقى اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة اخطارا من اللواء هشام العراقى مدير مباحث القاهرة يفيد ورود معلومات لضباط مباحث قسم شرطة حدائق القبة مفادها قيام كل من «ف م ا « ربة منزل وشقيقيها من الأم «م. س. ح»، « م. س. ح» بقتل «ط. ف. ع» عاطل والسابق اتهامه فى 21 قضية مخدرات والتخلص من جثته بإلقائها فى ترعة الإسماعيلية. وكشفت التحريات التى أشرف عليها المقدم سمير مجدى رئيس مباحث حدائق القبة صحة الواقعة وان الدافع وراء ارتكابها نشوب خلاف بين المجنى عليه وزوجته بسبب تعاطيها للمواد المخدرة فقررت الاستعانة بإخويها لقتله. وبسؤال شقيق المجنى عليه «ن ف ش» سائق أقر بأنه أبلغ بغياب شقيقه بتاريخ 17 نوفمبر 2001 فى المحضر رقم 1561 لسنة2007م إدارى حدائق القبة وأنه فى الفترة الأخيرة تنامى إلى سمعة من أهالى المنطقة قيام المتهمة الأولى بمساعدة شقيقيها بقتل شقيقه. وعقب تقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط المباحث من ضبطهم وبمناقشتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة. وأضاف المتهمان «الأولى والثاني» بأنه بتاريخ 14 نوفمبر 2007م قاما بالإجهاز على المجنى عليه أثناء نومه وطعنه عدة طعنات، ثم تم تقطيع الجثة إلى أشلاء بمساعدة الثالث وإخفائها داخل حقيبتين وإلقائهما فى ترعة الإسماعيلية بمنطقة مسطرد بسبب اعتياد المجنى عليه التعدى بالضرب عليها وعلى والدتها أمال إبراهيم حسن والتى توفيت فى يناير 2007م واعتقادا منهم أن المجنى عليه هو المتسبب فى وفاة والدتهم فاتفقوا على التخلص منه. وبسؤال نجلة المتهمة الأولى «د ح ع» أقررت بأنها شاهدت الواقعة كاملة وكانت تبلغ من العمر حينها 11 عاما. تم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق.