لم يكن الفنان الراحل حسن مصطفي مجرد فنان كوميدي عادي يؤدي أدوارا تلقي استحسان الجمهور, ولكنه كان مدرسة فنية قادرة علي العطاء في أي وقت لا يكفيها السطور التالية, رسخت أساس هذه المدرسة التي أصبح ناظرها تلقائيته الشديدة في أداء الأدوار الكوميدية بعيدا عن الابتذال حيث اتسم أداؤه بالسهل الممتنع من خلال اسلوب فني مختلف تجعل المشاهد في حالة تلهف مستمر انتظارا لمشهد يمر به أمام الكاميرا. ربما يكون الدور الأبرز والأكثر نجاحا لالناظر هو دوره في مسرحية مدرسة المشاغبين, وشخصية رمضان السكري في العيال كبرت, حيث استطاع من خلال العمل الأول أن يكسر الشكل التقليدي لشخصية ناظر المدرسة الذي لا يقبل حتي النقاش مع الطلاب الي شخص مختلف تماما في معاملته للطلاب في أسلوب كوميدي, وكذلك شخصية الأب في العيال كبرت والتي ترسخت عند البعض قبل تقديم هذه المسرحية بأن الأب هو سي السيد والأم أمينة, ليخرج حسن مصطفي خارج الصندوق ويقدم شخصية أب سبور في التعامل مع ابنائه يقبل النقد يتحمل مشاكلهم وأزماتهم, وهو ما ترتب عليها فيما بعد شكل الأب في الدراما. ورغم النجاح الكبير والمكاسب التي حققها حسن مصطفي من هذين العملين, لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن هذه الأدوار سبقتها عدد من الأعمال لا تزال راسخة في ذهن المشاهد والتي يستخدمها عدد من الشباب في حديثهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورغم أنهم لم يعاصروه الا ان اعماله جذبت الصغير قبل الكبير, من ينسي دوره في فيلم أرض النفاق وهو يناقش الفنان فؤاد المهندس في قضية الشنكل, أو ردود أفعاله الصامتة وتعبيرات وجهه في فيلم عفريت مراتي حينما داعبته الفنانة شادية وهي تغني ايرما لادوس, و دوره في فيلم مطاردة غرامية من خلال شخصية فانتوماس, و جملته الشهيرة يا أوحي يا أوحي في فيلم نص ساعة جواز, والأسطي فوزي في مسلسل البخيل و أنا مع فريد شوقي, أو حتي عم حسن في مسلسل الأطفال الشهير بوجي وطم طم و المحامي طلعت في بكيزة وزغلول, وغيرها العديد من الأدوار التي رسمت شخصية عبقري الكوميديا. لم يعلم الفنان حسن مصطفي خلال التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية أنه سيعد واحدا من مؤسسي مدارس الكوميديا, فعلي الرغم من أن الراحل عاصر العديد من النجوم الكوميديا وقت ظهورة مثل عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس الا انه لم يسر علي دربهم ورسخ شكلا جديدا من الكوميديا تعتمد علي التلقائية في الأداء. علي الرغم من الخبرات التي يتمتع بها الفنان الراحل إلا أن الجيل الجديد لم يستطيع الاستفادة منه بالشكل الكافي, فلم يكن حظه جيدا كما كان خلال فترة السبعينات الا انه كثيرا ما تغلب علي ذلك من خلال المشاركة ولو بأدوار بسيطة في عدد من الأعمال مثل معلش احنا بنتبهدل, حسن ومرقص, مرجان أحمد مرجان, شيخ العرب همام, يتربي في عزو ورغم ذلك كان وجوده يعطي تميزا شديدا لأي عمل يشارك به.