في الأول من أبريل الماضي احتفلت إذاعة القاهرة الكبري بعيدها الرابع والثلاثين فقد انطلقت أصوات مذيعيها في ذات اليوم سنة1981 تردد عبر الأثير جملة هنا إذاعة القاهرة الكبري ولتغطي برامجها أنحاء إقليم القاهرة الكبري الذي يضم محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية إيذانا ببدء لون جديد من الإعلام في مصر وهو الإعلام المحلي ولقد كانت فكرة إنشاء إذاعات إقليمية تدور في ذهن المسئولين عن الإعلام المصري منذ أن أنشئت إذاعة الشعب في نهاية خمسينيات القرن الماضي حيث كانت تهتم بأقاليم مصر وما يدور فيها من حراك اجتماعي واقتصادي وفني وكان أن انتهي دور إذاعة الشعب مع بدء إنشاء أول إذاعة إقليمية وهي إذاعة القاهرة الكبري ليتوالي بعد ذلك إنشاء إذاعات إقليمية بإقليم وسط الدلتا ثم إذاعة إقليم القناة وإذاعة شمال الصعيد وإذاعة جنوب الصعيد وإذاعة شمال سيناء وإذاعة جنوبسيناء ثم إذاعة الوادي الجديد وإذاعة مرسي مطروح ليصبح عدد هذه الإذاعات بالإضافة إلي إذاعة الإسكندرية عشر إذاعات إقليمية, والأمل أن تنشأ قريبا إذاعة لحلايب وشلاتين وكان الطموح أبعد من ذلك فلماذا لا تكون هناك إذاعة محلية في كل محافظة بل لماذا لا تكون هناك إذاعة خاصة لكل مدينة كبري غير عاصمة المحافظة وذلك أن الإذاعات المحلية تنتشر انتشارا كبيرا في بلدان العالم المتقدم حيث هناك إذاعة تقريبا في كل مدينة بل إنه في الولاياتالمتحدة هناك إذاعات لمدن صغيرة بل هناك إذاعات في القري والأحياء فهل يتحقق مثل ذلك عندنا خاصة وأن الإذاعات المحلية والإقليمية تعتبر قاطرة التنمية خاصة في بلد مثل مصر تنتشر فيه الأمية والإذاعات الإقليمية هي من أهم عناصر التوعية والتثقيف ومحو الأمية واكتشاف المواهب وتعظيم قدرات الشباب والسكان ولقد كان من حسن طالعي ومن رضي المولي عز وجل علي شخصي الضعيف أن أكون أول رئيس للإذاعات الإقليمية وشاركت في وضع سياساتها ورسم خرائط برامجها وتعليم وتقديم الكوادر التي تديرها ولا أنكر أن تشجيع رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون آنذاك السيد صفوت الشريف كان عاملا مهما في وضع الفكرة موضع التنفيذ ولتصبح حقيقة ملموسة علي أرض الواقع ولا أنكر أيضا فضل إذاعي قدير هو المرحوم حافظ عبدالوهاب الذي يعتبر رائد الإعلام الإقليمي عندما أنشأ وأدار إذاعة الإسكندرية التي بدأ إرسالها سنة.1954 كان محافظ القاهرة سنة1981 اللواء سعد مأمون أحد قواد معركة العبور العظيم الذي ساهم بقوة في إنجاح إذاعة القاهرة الكبري من خلال تخصيص بعض من العاملين في العلاقات العامة بالمحافظة لتسهيل مهمة المذيعين ومقدمي البرامج, وبدأت إذاعة القاهرة الكبري تقدم برامجها علي مدي أربع ساعات يوميا ساعتان من السادسة صباحا حتي الثامنة وساعتان مساء من العاشرة حتي منتصف الليل واتخذت من استديوهات4 شارع الشريفين مجالا لبث برامجها وبدأ المذيعون ومقدموا البرامج ينتشرون في مناحي الإقليم يقدمون شكاوي الناس ويطرحونها علي المسئولين لحلها وجعلوا من الإذاعة مرآة عاكسة لكل ما يحدث في الإقليم من أنشطة ثقافية واقتصادية مع ز يارات لأهم معالمها وتقديم أحاديث وحكايات عن تاريخ القاهرة والجيزة والقليوبية وتقديم لأهم الشخصيات التي أثرت الحياة في هذا الإقليم بل وكان لها تأثيرها علي كل أقاليم المحروسة وكان لإذاعة القاهرة الكبري الكثير من الصولات والجولات وقدمت أحداث القاهرة والإقليم قبل أي وسيلة أخري وأصبح ميكروفون هذه الإذاعة قبلة لكل من له شكوي يلجأ إليها ليكون عونا له في حل مشاكله وقدمت إذاعة القاهرة الكبري برامج عديدة هادفة من ورائها التنمية والنماء وناقشت مشكلة العشوائيات المحيطة بالعاصمة وتجولت في المدارس والمصالح الحكومية وساهمت بجهد وافر في تنشيط العمل العام والجهود المبذولة من الجماهير المساهمة في أوجه الخير ورغم أن إذاعة القاهرة الكبري تفتقر إلي إمكانات عديدة مثل وسائل نقل المذيعين إلي موقع الحدث والاستديوهات الحديثة وإلي التعاون من المسئولين في الإقليم إلا أنها أصبحت بجهود أبنائها وعلي مدار الساعة قبلة لأبناء الإقليم يستمعون إليها ويساهمون في تقدمها.