الشخص الروحي اذا غضب يكون غضبه مجرد تعبير عن عدم رضاه عن الخطأ, ويكون غضبا لأجل الحق, او دفاعا عن الاخرين, وقد يكون بحزم ولكن لا يفقد فيه اعصابه, ولايخطئ بلسانه, ومثل هذا الغضب لا لوم عليه ولكن هناك غضبا خاطئا, تدخل فيه النرفزة التي هي تلف في الاعصاب, ومعه قد يعلو الصوت او يحتد ويشتد, وينفعل الشخص انفعالا واضحا معيبا, ويبدو ذلك علي ملامحه وأعصابه. اقتبس لكم هذه الكلمات من مواعظ البابا شنودة الثالث, وانا علي ثقة, انناجميعا في حاجة الي الوقوف عند معانيها العميقة, فهي دروس رصينة في اساسيات التربية الروحية والانتعاش الوجداني.. الغضب الخاطيء يحمل في طياته العديد من الأخطاء.. الحدة, العصبية, قساوة القلب التي تزداد كلما ازدادت حدة الغضب, وقد تصل في بعض الاحيان الي العنف والضرب والاعتداء. في حالة الغضب, لايحتمل الشخص غيره, وتزول معه مشاعر المحبة, لان المحبة تحتمل كل شيء وتصفح عن الإساءة,اما الغضوب فلا يصفح ولا يغفر, وبالتالي يحرم نفسه من مغفرة الله له شخصيا. الغضوب يقع في كثير من خطايا اللسان, الاهانة, الكلمات الجارحة, الشتائم, التصرفات غير اللائقة, فيفقد احترام الناس, يتعرض للوم, وقد يندم علي مافعله عندما تهدأ اعصابه ولكن بعد فوات الاوان. ومع الغضب, تتوالي الخطايا, مثل التهور, والاندفاع, ويأخذ الشخص قرارات غير مدروسة,ويفقد كل فضائل الوداعة والتواضع, ويفقد الحلم والهدوء, واللطف والبشاشة, ويتحول الي كائن ثائر هائج الشخص الغضوب يفقد سلامه الداخلي, سلام القلب والفكر والاعصاب, يفقد سلامه مع الناس ومع الله الذي أوصانا بالتسامح والاحتمال وحسن التعامل مع الناس.