تعرض المنتخب الوطني للناشئين تحت17 سنة لكرة القدم, لهزيمة مذلة بأربعة أهداف بدون مقابل أمام منتخب بوركينافاسو في الجولة الأخيرة لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليا في رواندا في المباراة التي جمعت الفريقين علي ملعب'دي كيجالي' المغطي بالنجيل الصناعي, والتي حضرها عيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي, لتحتل بوركينافاسو صدارة المجموعة برصد6 نقاط وبفارق الأهداف عن رواندا الي جاءت في المركز الثاني بنفس الرصيد بعد الخسارة من السنغال أمس بهدف مقابل لا شيء, واحتلت السنغال المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط وفارق الأهداف عن مصر التي جاءت في المركز الرابع بنفس الرصيد. وتضمن بوركينافاسو ورواندا اللعب في نهائيات كأس العالم بالمكسيك في يوليو المقبل. ولم تكن المفاجأة في خسارة منتخب الناشئين أمس, فقد خسروا من أربعة أيام أمام رواندا, بل المفاجأة في الخسارة بالأربعة, والتي كان يمكن أن تزيد علي ذلك بكثير, لولا قيام المدير الفني البرتغالي للمنتخب البوركيني بسحب أفضل لاعبيه بعد أن ضمن التأهل, من أجل إراحتهم قبل مباراة الدور قبل النهائي التي ينتظرها الفريق مع ثاني المجموعة الثانية. ورغم أن الجهاز الفني بقيادة محمد عمر حاول إعادة الانضباط للفريق بعد حالة التسيب والفرحة المفرطة بعد الفوز علي السنغال في الجولة الأولي, ولم يتوان محمد عمر في تعنيف لاعبيه خاصة محمود عبدالمنعم' كهربا' وطرده من الاجتماع الذي أعقب مباراة رواندا. ورغم حالة رفع الروح المعنوية من قبل الجهاز الفني إلا أن اللاعبين نسوا تماما في لقاء بوركينافاسو كل مبادئ كرة القدم, ولم يظهر لاعب واحد بالمستوي المطلوب, والذي يعبر عن حالة الجهد والمباريات الودية لهم طيلة15 شهرا علي الأقل, في حين ظهر منتخب بوركينافاسو كما توقعنا وكما وضح من مباراتيه السابقتين, وتلاعب النجم الصاعد بسرعة الصاروخ تراوري بلاعبي مصر وكان مفتاح الفوز بتسجيله هدفين, الأول والرابع, وكان ميزان اللعب الحساس في كل كرة فأعطي زملاءه الإحساس بالأمان, ناهيك أن الفريق البوركيني لعب بفرصتين التعادل والفوز, وبني التكتيك علي هذا الأساس, في حين لعب منتخب مصر بفرصة الفوز فقط, مما جعله يلعب تحت ضغط عصبي لا قبل للاعبين به. المهم أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني بدأ اللقاء بنفس تشكيل المباراتين السابقتين, باستثناء أحمد أمين في وسط الملعب بدلا من طارق عبد الجيد كابتن الفريق, مع تغيير في شكل' التكتيك' باللعب ثلاثة لاعبين في وسط الملعب علي أن يتولي أحمد أمين الرقابة الفردية لتراوري أفضل وأخطر لاعب في البطولة. وكان منطقيا أن يلعب منتخبنا بحماس في بداية الشوط الأول, بهدف الدخول مبكرا في جو اللقاء, ولكن اللاعبين وقعوا في خطأ كبير بالاعتماد علي الكرات الطويلة من الدفاع للمهاجمين دون أن تكون هناك محطة في وسط الملعب, أو لاعب صانع الألعاب, فذهبت الكرات سهلة لمدافعي بوركينافاسو, ومع غلق كل مفاتيح اللعب في البداية من الفريقين, كان الاعتماد علي الكرات الثابتة, فلم يستغل إسلام إبراهيم الضربة الحرة المباشرة من علي خط منطقة الجزاء, وتاهت بين الأقدام, وهو نفس ما فعله الفريق البوركيني في لعبة مماثلة في الدقيقة التاسعة, ومع بداية الدقيقة الثانية عشرة وضحت خطورة بوركينافاسو عن طريق كابوريالذي اخترق الدفاع السهل, ولم تكتمل الخطورة, وكاد أودراجو يسجل من تمريرة سحرية لتراوري ولكنه لم يلحق بالكرة في آخر لحظة, ويحصل محمود وحيد علي الإنذار بدون مبرر منه, ويسدد كابوري من ضربة حرة مباشرة بين يدي الحارس حسن إبراهيم, ويرد أحمد أمين بتسديدة مماثلة لم تشكل الخطورة المطلوبة. وفي الدقيقة25 كانت الفرصة الأولي الحقيقية لمنتخب مصر عن طريق تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء يخطئ حارس بوركينافاسو وترتطم الكرة بقدمه ولم تجد الكرة المتابع داخل منطقة الجزاء. ويتحكم تراوري في أداء المنتخب البوركيني, في حين تظهر العشوائية علي أداء منتخبنا وكانهم يؤدون واجبا ثقيلا عليهم, ويتمكن تراوري من نصف فرصة من تسجيل الهدف الأول لبوركينافاسو ليفتح المجال لأداء أكثر ثقة لزملائه, وأكثر ارتجالا لمصر بعد أن أصبحت المهمة صعبة جدا. وفي الشوط الثاني أجري محمد عمر تغييرا بدخول معتز صلاح بدلا من أحمد أمين, علي أمل أن يستعيد الفريق نصف الملعب المفقود, وعلي أمل أن يعيد اللاعبون سيناريو لقاء السنغال, وما حدث كان شيئا اخر تماما, هدف مبكر في الدقيقة السادسة لكابوري, ليقتل المباراة تماما,, ويضطر محمد عمر لإجراء تعديل سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدخول محمد عادل بدلا من أحمد إبراهيم, وتأتي الرياح بما لا يشتهي محمد عمر ويسجل أودراجو الهدف الثالث بخطأ قاتل من إسلام إبراهيم, ويلعب طارق عبد الجيد لعل وعسي لتحسين الشكل دون جدوي لتسجل بوركينافاسو الهدف الرابع الذي كشف عن حقيقة ما وصل إليه منتخبنا من إحباط, بعد أن قام تراوري بمراوغة أكثر من لاعب ليعبر عن موهبته القادمة في الملاعب الإفريقية, وقد تخطفه الأندية الأوروبية بعد مونديال المكسيك, وكان يمكن لمنتخب مصر أن يحسن النتيجة عن طريق الفرص السهلة التي أتيحت لمحمود وحيد ومحمود عبد المنعم وطارق عبدالجيد, لينتهي حلم جيل صغير مبكرا جدا, بعد أن انتهت مهمته وكذلك مهمة الجهاز الفني, وعلي اللاعبين أن يعودوا لأنديتهم, علي أمل أن يكون البعض منهم نواة لمنتخب الشباب بعد عامين مع جهاز فني جديد.