مع بداية الشهر الحالي تحدث الرئيس الامريكي باراك أوباما عما اعتبره نصرا واحتفالا بتوقيع الاتفاق النووي الاطاري مع ايران في الوقت الذي تساءل فيه الكثير من المراقبين: لماذا يحتفل أوباما قبل التوصل لاتفاق نهائي, ولماذا يبدو جائعا للتوصل لاتفاق نهائي في المقام الاول دون أي اعتبارات اخري تتعلق بمدي التزام طهران بهذا الاتفاق الي جانب تأثير ذلك علي حلفاء أمريكا التقليديين في منطقة الشرق الاوسط, وفي مقدمتهم دول الخليج. صحيفة( واشنطن تايمز) الأمريكية عرضت لتاريخ العشق الاوبامي لايران, وذكرت انه في عام2007 صرح المرشح الرئاسي باراك أوباما بأنه اذا ما اصبح رئيسا سوف يلتقي مع ايران بدون شروط مسبقة, حتي ان هيلاري كلينتون المرشحة للانتخابات الرئاسية الامريكية ووزيرة الخارجية السابقة وصفت تصريحاته في هذا الوقت بأنها( غير مسئولة). وفي عام2012 لاحظ أوباما خلال حملة انتخابه رئيسا ان الامريكيين غير مهتمين بعقد اتفاق مع ايران, وأن اليهود في أمريكا كل ما يقلقهم هو وجود ايران نووية تهدد أمن تل أبيب. وفي احدي المناقشات الرئاسية عام2012 قال أوباما صراحة ان ابرام أي اتفاق مع ايران لإنهاء برنامجها النووي يعد تقدما للأمام. ولسوء الحظ فان الاتفاق الاطاري الذي احتفي به اوباما الشهر الحالي لا ينهي خطر ايران النووي بل علي العكس حيث يتيح لإيران الاحتفاظ بأجزاء هائلة من قدراتها النووية, وبالتالي تتمكن من تخصيب اليورانيوم, وتصنيع أسلحة نووية. وكشفت الصحيفة أيضا ان الصواريخ الباليستية الايرانية القادرة علي حمل صواريخ نووية لا يتضمنها الاتفاق النووي مع طهران. كما أن الاتفاق النووي الاطاري لا يشمل اشتراط دخول مفتشين دوليين لمراقبة النشاط النووي الايراني, كما أعلن حسين سلامي نائب رئيس الحرس الثوري الايراني عدم السماح للمفتشين الدوليين لدخول المواقع العسكرية الإيرانية. ويبدو واضحا أن أوباما يثق في طهران رغم ما يعلمه عن برنامجها وطموحاتها النووية. كما أن الرئيس أوباما أغفل تماما أن ايران دولة راعية للأنشطة الارهابية, مما جعلها تدس أنفها في العديد من القضايا العربية حتي تحولت الي صراع طائفي لانهائي حيث ظلت تدعم الحوثيين في اليمن حتي تسببت في الازمة الحالية التي تشهدها البلاد, وخلال الاسبوع الماضي أرسلت ايران9 سفن محملة بالاسلحة لليمن لتمد بها المتشددين الحوثيين, إلي جانب دعمها للرئيس السوري بشار الاسد لتطلق العنان للاقتتال المذهبي الذي لم يكن مطروحا من الأساس منذ اندلاع الثورة السورية, وتتساءل الصحيفة كيف يمكن ان تدعم أمريكا مثل هذه الممارسات وتأمن لايران بعد كل هذه التطورات علي الأرض. وبالطبع فإن أمريكا بحاجة الي دعم ايران في العديد من قضايا المنطقة علي الرغم من أن التعاون الايراني الأمريكي بهذا الشأن لم يزد الاوضاع الا سوءا وملف أفغانستان خير شاهد علي ذلك, فما أن طلبت واشنطن دعم ايران بشأن حركة طالبان الافغانية حتي زاد التدخل الايراني في العراق وتحول إلي اقتتال سني شيعي ارتكبت من خلاله الميليشيات الشيعية أبشع جرائم الابادة ضد المسلمين السنة. وذكرت الصحيفة أن اوباما يتجه لاضعاف موقف بلاده علي المستوي العالمي خاصة بعدما تراجعت واشنطن عن وجود خطوط حمراء للصراع السوري حتي وقفت صامتة عن استخدام السوري للاسلحة الكيميائية تحت ضغط من روسياوإيران. وتساءلت الصحيفة: لماذا يقبل أوباما باتفاق لا ينهي البرنامج النووي الايراني ووصفت خطط أوباما بشأن إيران بانها ضد أي كل ما هو منطقي.