أجري الرئيس محمد حسني مبارك اتصالا أمس بالعاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز بمقر نقاهته في نيويورك حيث تناول مع خادم الحرمين المستجدات علي الساحة اللبنانية في اعقاب انسحاب وزراء المعارضة من حكومة السيد سعد الحريري. وأعرب أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن الأسف ازاء التطورات الأخيرة والمتلاحقة التي يشهدها الوضع اللبناني. ودعا أبوالغيط في تصريح له من الدوحة حيث يشارك في أعمال الاجتماع الوزاري لمنتدي المستقبل, جميع الفرقاء اللبنانيين إلي التهدئة والامتناع عن التصعيد أو التحريص سواء إعلاميا أو سياسيا مشيرا إلي ضرورة أن يتحرك الجميع لمعالجة الوضع الحالي في إطار المؤسسات الدستورية. وأضاف أبوالغيط أن مصر تحرص علي استقرار لبنان وتسعي لدعم مشيرا إلي الأهمية التي يكتسبها ايجاد حل عاجل للأزمة الحالية علي قاعدة احترام اتفاق الطائف وتحقيق العدالة والأمن والحفاظ علي الاستقرار واحترام تعهدات لبنان الدولية. وأختتم أبوالغيط تصريحاته بالاشارة إلي أنه سيجري اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب والأجانب بهدف بحث سبل توفير الدعم للاستقرار في لبنان أخذا في الاعتبار ان المسئولية الأساسية في ذلك تقع علي عاتق اللبنانيين أنفسهم أولا وقبل أي طرف آخر. وحيا أبوالغيط الشيخ سعد الحريري علي المواقف التي اتخذها علي مدار الفترة الماضية بهدف تأمين الاستقرار للأوضاع داخل لبنان. وينتظر الرئيس اللبناني ميشال سليمان عودة رئيس الحكومة المنهارة سعد الحريري من باريس لاصدار رسوم اعتبار الحكومة في حكم المستقيلة طبقا للمادة53 من الدستور بعد فقانها النصاب الدستوري باستقالة11 وزيرا منها( الثلث+1) هم وزراء المعارضة( فريق8 آذار) ووزير الدولة( أو ما يسمي الوزير الملك) عدنان حسين من فريق( حصة) رئيس الجمهورية في الحكومة بعد ظهر أمس. وطبقا لنفس المادة سيصدر الرئيس بيانا يحدد فيه موعد بدء المشاورات مع الكتل النيابية لتحديد اسم المرشح المكلف بتشكيل حكومة جديدة( ومن المتوقع بنسبة99% أن يكون سعد الحريري) لا سيما في ضوء حسم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي(11 نائبا في البرلمان) موقفه باستمراره في الموقع الوسطي بين فريقي الأكثرية(14 آذار) والمعارضة بعدما راهن البعض علي التحاقه بالمعارضة لتصبح أكثرية. وقالت مصادر سياسية أن سليمان اعتبر أنه من غير اللائق أدبيا اصدار المرسوم والبيان في غياب الحريري, وسينتظر عودته لاصدارها مساء اليوم أو صباح الغد. وكانت حكومة الوحدة الوطنية وبرئاسة الحريري انهارت أمس بعد مرور13 شهرا علي تشكيلها في يسمبر2009 قبل لحظات من استقبال الأمريكي باراك أوباما الحريري بالبيت الأبيض لسحب المعارضة) تمثيله لبنان في هذا اللقاء الذي استبقه أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون باعلان تمسك واشنطن بالمحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري, وذلك وسط اتهامات لواشنطن بإفشال المبادرة السعودية السورية.