وضع زلزال نيبال المدمر, الدولة التي هي من افقر دول آسيا امام مهمة صعبة لاعادة البناء بمليارات الدولارت وهو الامر الذي من شأنه أن يعيد البلاد سنوات الي الوراء بعدما كانت بدأت تتعافي اقتصاديا من حرب اهلية استمرت عقدا من الزمن. ودمر الزلزال الذي ضرب نيبال السبت الماضي بقوة7.8 درجة معظم كاتماندو واودي بما لايقل عن4010 أشخاص وإصابة نحو7500 شخص في اسوأ كارثة تشهدها البلاد منذ80 عاما. كما حاول مئات الاشخاص الفرار امس من كاتماندو المنكوبة فيما وعدت الاممالمتحدة بتكثيف المساعدة الانسانية للمنكوبين. وكان الناجون من الزلزال يتهافتون لشراء المواد الغذائية والتزود بالوقود خشية حصول نقص في هذه المواد. كما سرت مخاوف من انتشار أمراض في صفوف عشرات الاف السكان الذين انهارت منازلهم وارغموا علي البقاء في خيم نصبت في متنزهات. وقال الناطق باسم الجيش ارون نبوباني للصحفيين من المهم منع وقوع كارثة جديدة عبر اخذ الاحتياطات لتجنب انتشار اوبئة بين الناجين. وكانت عائلات تتكدس في حافلات او سيارات في محاولة للوصول الي قراها ومعاينة الاضرار. وفي هذا الوقت كانت الفرق الانسانية الدولية المزودة بتجهيزات خاصة وترافقها كلاب بوليسية تصل بشكل منتظم الي مطار كاتماندو في ضاحية هذه العاصمة التي تشهد الكثير من الحركة عادة. ويعد برنامج الاغذية العالمي عملية كبري للمساعدة وعبر عن امله في ارسال اول شحنة مواد غذائية جوا في اسرع وقت ممكن كما اعلنت احدي المتحدثات باسمه اليزابيث بيرز. وتواجه نيبال التي لا تزال تعاني من عدم استقرار سياسي بعد حرب اهلية انتهت عام2006, مهمة صعبة للتعامل مع حمل ثقيل جديد وقع علي عاتقها يتمثل بجهود ضخمة لاعادة البناء. وهو امر يصعب علي اقتصادها الهش وحده ان يتحمله. ويقول راجيف بيسواس, الاقتصادي المسئول عن آسيا- المحيط الهادئ في شركة اي اتش اس للابحاث التجارية, ان لزلزال نيبال اثارا مدمرة علي اقتصاد البلاد وهي اصلا دولة فقيرة جدا لديها امكانيات محدودة لتمويل جهود الاغاثة والبناء من مواردها الخاصة.وتابع ان الكلفة الكاملة لاعادة البناء في اطار مشاريع تتضمن معايير السلامة في مناطق تقع علي خط الزلازال تتخطي خمسة مليارات دولار, اي حوالي20 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي في النيبال. ويبلغ معدل دخل الفرد سنويا الف دولار فقط, وفق اي اتش اس, وتعيش الكثير من العائلات في الفقر وتعتمد علي الزراعة والسياحة للاستمرار. وتمثل الزراعة القطاع الاكبر حيث يعمل فيها اكثر من70 في المائة من السكان وتشكل33 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي, بحسب موقع المؤشرات الاقتصادية. ويعد زلزال السبت, الاقوي في نيبال منذ عام1934 حيث قتل10700 شخص, ودمر البنية التحتية تماما والطرقات والمباني واحدث شللا في الاتصالات. ووفق توقعات المسئول في مصرف آسيا للتنمية هون كيم فان40 في المائة من البلاد تضررت بالزلزال. ومن جانبه أيضا, قال الخبير الاقتصادي في كاتماندو بيشامبر بياكور انه علي الصعيد الشخصي, خسر المواطنون منازلهم وممتلكاتهم. وعلي الحكومة ان تقدر خسائر البنية التحتية. واضاف ان معدل النمو الاقتصادي في البلاد سيتعرض لضربة قاسية. الزراعة تساهم باكثر من30 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي ولان الولايات ال36 تضررت فمن المستبعد ان نحقق توقعاتنا للنمو. الاوقات الصعبة في طريقها الينا. وبحسب قوله فان اسعار الغذاء ستبدأ بالارتفاع ما سيزيد الضغوط علي العائلات المتضررة. واوضح ان الطلب علي الحاجيات الاساسية يزداد لكن هناك موانع.