نظرات زائغة واعين تتجدد بها الدموع كلما جفت وصراخ وعويل وحزن لايوصف ومرارة وحسرة يعتصرها الألم تلك هو حال اهالي قرية النحارية التابعة لمركز كفرالزيات بالغربية والذين اصطفوا علي مداخل ومخارج القرية في انتظار وصول جثمان ابنها الشهيد العقيد وائل طاحون مفتش الأمن العام بالقاهرة الذي وافته المنية أمس متاثرا بإصابته إثر تلقيه رصاصات الغدر والخسة من عناصر ارهابية بمنطقة عين شمس عقب خروجه من منزله متوجها إلي عمله. كان المشهد واللحظات الأخيرة بطعم ولون اخر بعدما ارتسمت ملامح الغضب والأسي علي الجميع وظلت الدموع تنهمر بغزارة من عيون زوجته عبير نصار وهي تحتضن اولاده لحظة توديعه وموارته الثري حيث اخذت تردد كلمات تدمي لها القلوب وتبكي النساء حزنا علي فراق رفيق عمرها وشريك حياتها الذي افتقدته للابد اما شقيقته فادية ربة المنزل طالبت في صوت متحشرج ومتقطع الصبر من الله وان يقوي قلوبهم وقلوب كل أسر وعائلات رجال الشرطة والجيش الذين كرمهم المولي بالشهادة. وقالت ان الشرطة شايلة البلد كلها وعليها حمل ثقيل وجميعهم رجال أشراف ومشهود لهم بالوطنية يؤدون دورهم بكل شجاعة لخدمة الوطن. وبصوت حزين قال شقيقه عاطف مدرس ان الشهيد بدأ العمل في بداية تخرجه بقسم شرطة اسيوط ثم انتقل للعمل بقسم ثان مدينة نصر ومباحث الوايلي ثم رئيسا لمباحث المطرية واخيرا مفتش بمباحث الامن العام وكان يتمتع بقدر كبيرمن الخلق والسيرة الطيبة مشيرا إلي انه كان يعد من أشد الناس حرصا علي اداء واجبه وعمله بكل اخلاص ووطنية وكان بارا بأهله وفي خدمة ابناء قريته حيث كان دائم الترددعلي القرية لزيارة اشقائه والاطمئنان علي افراد العائلة وردد حسبي الله ونعم الوكيل فيمن قتله مؤكدا ان دمه لن يضيع هدرا. وقال عزائنا الوحيد ان نلتقي جميعا في جنة الخلد ان شاء الله. في حين اختفت البسمة من وجه حسين طاحون ابن عم الشهيد الذي قال الخبر المشئوم اصابنا بصدمة شديدة ونزل علينا كالصاعقة حتي شل تفكيرنا وأضاف ان الشهيد كان أب مثالي لثلاثة ابناء اكبرهم سارة21 عاما طالبة بالسنة النهائية بكلية الحقوق ونورهان18 عاما طالبة بالفرقة الاولي بكلية الحقوق وعاطف14 عاما طالب بالصف الثاني الاعدادي مشيرا إلي انه كان رمزا لرجل الشرطة الملتزم والفدائي حيث كان يعلم جيدا واجبه وحجم الخطر الذي نعيشه جميعا في ظل هذه الظروف الصعبة والحرجة التي تمر بها للبلاد ورغم ذلك لم يرهبه أويثنيه الخوف من الموت عن القيام بعمله بكل اخلاص وتفاني وامانة مهنية. وكانت قرية النحارية قد اتشحت بالسواد فور علمها نبأ استشهاد ابن قريتهم برصاص الغدر وتوافد الاهالي من كل مكان علي منزل عائلة الشهيد لتشييع جثمانه إلي مثواه الأخير حيث أقيمت جنازة عسكرية مهيبة للشهيد بالقاهرة بعدها نقل المشيعون جثمانه بسيارة اسعاف ملفوفا بعلم مصر إلي مسقط راسه بقرية النحارية وفور وصولة كان الآلاف من أهالي القرية والقري المجاورة في انتظارة والتف الجميع حول الجثمان لالقاء نظرة الوداع علية والمشاركة في جنازة اخرة شعبية إلي مثواه الأخير بمدافن العائلة وموارته الثري عقب اداء صلاة العصر تقدمها محافظ الغربية سعيد كامل واللواء عبد الحميد الحصي مدير الأمن وعدد كبير من القيادات الامنية والتنفيذية بالمحافظة وخلال الجنازة المهيبة ردد المشيعون من شباب واهالي القرية الهتافات المعادية للجماعات المتطرفة والعملية الإرهابية الخسيسة التي اغتالت ابن قريتهم وطالبوا باقتلاع جذورالإرهاب من الوطن وسرعة القصاص من القتلة كما رفعوا اللافتات المؤيدة للجيش والشرطة وصور الشهيد مطالبين بالقصاص لدمائه.