السياسيون وأصحاب الحركات والباحثون عن الشو الاعلامي خاصة الذين توارت عنهم الأضواء يخرجون كل فترة علي الرأي العام بقضية تتناقلها الفضائيات وتبدأ في استضافتهم ليستمروا في تناول القضية الجدلية التي تلهي الناس عن قضايا اكبر ومشاكل اعمق وهموم يومية للمواطن تتعلق بارتفاع الاسعار والامن وقوته اليومي وتوفير أموال الدروس الخصوصية التي كانت السبب في ديون كل الاسر التي تريد تعليم اولادها وعن بعض اخطاء الحكومة ومنها ماهو مدروس ومدبر لالهاء الرأي العام عن قضايا قومية اهم واكبر, وشهدت الساحة المصرية خلال الاسابيع الاخيرة حدثين جدليين احدهما دعوة شريف الشوباشي إلي خلع المرأة الحجاب وهو موضوعنا هذا الاسبوع والقضية الثانية حرق الكتب الدينية في فناء احدي مدارس الاخوان وان الشوباشي يعلم ان دعوته فاشلة قبل ان تخرج وانها ليست الدعوة الاولي لخلع الحجاب فقد سبقتها عشرات الدعوات بداية من خلع الملكة نازلي الحجاب امام الرجال ومجموعة هدي شعراوي وزينب البدراوي التي سمت نفسها سيزا ونبوية موسي وعشرات السيدات من اصحاب الحركات النسائية واخطر ما في القضية هي الحرية الشخصية قبل ان يكون فرضا علي المراة المسلمة فاذا كان هؤلاء دعاة الحريات الشخصية يدعون الي مخالفة الدين واحد مبادئ الحريات الممنوحة للمرأة وان اخطر ما في الموضوع تأييد الحركات والاتحادات النسائية وجمعيات المرأة لهذه الدعوة متناسين الحريات التي يتحدثون عنها في جميع مؤتمراتهم وندواتهم وان ما يحدث اعتداء صارخ علي حرية وكرامة الانسان فلا باريس ولا اسرائيل ولا الدول الاوروبية قامت بحملة ضد الحريات وخلع الحجاب وكل الدعوات هاجمتها جمعيات حماية الحريات في اوربا وان احدي المحاكم البريطانية قالت يتم السماح للمسلمات بارتداء الحجاب داخل المحاكم احتراما للثقافات المختلفة وان القضاة يظهرون الاحترام لمختلف الاعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية المختلفة لمن يمثلون امام المحاكم كشهود او متهمين او اعضاء في هيئة المحلفين وتم السماح لمذيعة ان ترتدي الحجاب في قلب امريكا وان اصحاب تلك الدعوات لم يقرأوا تاريخ الشعب المصري ولا الطبيعة المصرية ولا اعرف السبب في اطلاق تلك الحملة في ذلك الوقت خاصة ان جزءا منها يطول المملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة القائمة علي الفكر الوهابي السلفي وللاسف لم يخرج بيان واضح من الدولة لنبذ الافكار التي تحض علي الفتن داخل المجتمع وهذه لاتقل خطورة عن دعوات العنف علي المجتمع المصري الذي يحتاج الي الاستقرار ليسترد عافيته مرة اخري من الاوجاع التي ألمت به خلال السنوات الماضية. وكنت اتمني ان تخرج عشرات البيانات من الازهر الشريف برفض تلك الدعوات ويطالب الحكومة بأن تاخذ مواقف متشددة ضد الانفلات الاخلاقي مثل محاربة الآراء والافكار المتطرفة الهدامة وان ما خرج عن الازهر آراء لبعض علمائه وشيوخه وكنت اتمني ان يكون له موقف اكثر ايجابية حتي يحافظ علي الدين الاسلامي الوسط ويعيد قدرات وهيبة الازهر بين الامة الاسلامية بعد تحوله الي السياسة علي حساب الدين وحمايته من الآراء المتطرفة والافكار الدخيلة, وعلي عقلاء الامة ان يتصدوا لكل الدعاوي الهدامة واستفزاز المشاعر للسواد الاعظم من الشعب المصري واذا استمر هؤلاء في دعواتهم لابد من محاكمتهم لانهم يحاولون حرق الوطن عمدا وان مواجهة هؤلاء يقع عبؤه علي الجميع الدولة والازهر والحكومة ووسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية خاصة الفضائيات وعدم تخصيص مساحات واسعة لمثل هذه الدعوات وان يكون الرد عليهم بالحجة والبرهان لانهم فضلا عن ان دعوتهم خالفت الشرع والدين خالفت ابسط قواعد الحريات الأساسية بفرض رأيهم علي الآخرين خاصة ان موضوع الحجاب غير وارد عند البعض. واري ان هذه الدعوات في ظاهرها مواجهة الفكر الوهابي كما يقولون ولكن في حقيقة الامر نابع من اثارة الفتنة بين فئات المجتمع المختلفة, وخلق نوافذ اعلامية وشو اعلامي لهم بعد ان تواروا عن الانظار وان ما يفعلونه لن يصب في مصلحة الوطن ولا الحاكم ولا المرأة التي دائما تحافظ علي حريتها وكيانها وان الإسلام جاء لإسعاد الدنيا بأحكام وقوانين تحافظ علي العقائد والعلاقات الانسانية والاجتماعية وان الحجاب طهارة وعفة للمراة. وعلي الدولة محاربة مثل هذه الافكار التي تهدم الدين و تؤثر في الاجيال القادمة.وتقوض دعائم المجتمع وتنشر الفتن بين ابنائه وتفتح الحوار للخلافات انها الفتنة النائمة لعن الله من أيقظها.