تحدث الدكتور يوسف زيدان في صالونه الشهري بساقية الصاوي عن الفيلسوف شهاب الدين عمر السهروردي مؤسس الفكر الفلسفي الإشرافي والذي يدعو إلي الوصول للمعرفة عن طريق الكشف الروحاني, وكان فصيح العبارة لم يناظر أحدا إلا غلبه وصاحب شهيرة منها حكمة الإشراق, هياكل النور, التلويحات العرشية كما كتب أشعارا شهيرة, وقرأ زيدان نصوصا مما كتب وبالتحديد قصة حي بن يقظان التي تتشكل من أسطورة تحكي عن شخص يعيش بجزيرة وحده وترمز لعلاقة الإنسان بالكون والدين, ويقول المحاضر ان مثل هذه النصوص هي التي حافظت علي اللغة العربية باقية وحية, وهو ما قام به الشعر أيضا, والنصوص القانونية والفقهية البلية التي تبقي وعي الإنسان بالعالم منتبها. بعدها فتح باب المناقشة والاسئلة فبدأها أحد الحضور منتقدا بعض الروايات التي تقدم التراث في صورة مبتذلة ومثل لذلك بالمخرج يوسف شاهين الذي8 بإخراج فيلم صلاح الدين فأظهره بصورة ملائكية فيما تجاهل سلبياته وتساءل كيف يفعل مخرج ليبرالي هذا وماذا يفعل الآخرون إذا.. ورد زيدان موضحا أن يوسف شاهين مخرج وليس مفكرا وأضاف: لقد أعطانا صورة سينمائية بينما الأسماء التي كتبت قصة صلاح الدين أسماء تخيف مثل عبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ وأضاف زيدان: يوسف شاهين مسئول عن الفيلم مسئولية جزئية أما المسئولية الكلية فتقع علي عاتق من كتب القصة ومن وجههم لكتابتها. وفي مداخلة أخري وجه أحد الحضور اتهاما لرواية النبطي واصفا إياها بالغريبة والمختلفة تماما عن رواتيه السابقتين عزازيل وظل الأفعي مؤكدا أنه أصيب بالملل عند قراءتها وقد وصل للصفحة رقم150 ولم يفهم منها شيئا واتهمه بالتطويل متسائلا لماذا استنفدت خمسين صفحة في وصف ثلاث حجرات.. وفي رده قال زيدان: حدث لك هذا لأنك تقرأها قراءة ذكورية تريد أن تري بها ما تبحث عنه ولكني أردت بهذه الرواية مخاطبة القاريء غير العادي وبعدت عن القارئ الكسول, أنا في كل رواياتي أبحث عن الإنسان.. لقد نالت ظل الأفعي اعجابك لأن بها حدوتة ولكن النصوص لابد ان تختلف عن بعضها البعض أنت الآن حيران وستزيد حيرتك بعد الانتهاء من قراءتها. ثم سألته احدي الفتيات عن الفرق بين الفتح والغزو وقالت هل يعتبر الغزو الاسرائيلي فتحا. قال يوسف لا فرق بين الاثنين.. فعقب أحد الحضور وقال هناك فرق بين الاثنين فالغزو له أهداف استعمارية أهمها السيطرة علي خيرات الشعوب أما الفتح فيعني إقرار العدالة وعلق يوسف قائلا لم أجب عن عمد فهذه مسألة خطيرة جدا وسنتحدث عنها آخر العام لنري الوحلة التي وقعنا بها جميعا ووقتها سنعرف الفرق بين الغزو والفتح. وعن أحداث الإسكندرية الاخيرة قال زيدان واصفا إياها بالحركة الماكرة وإنها إضرار متعمد جعلنا جميعا في وضع كارثي.. وأضاف: الناس بالاسكندرية محزونون وبالمكتبة يرتدون الاسود وبشكل عام هناك حالة انكسار في المجتمع المصري.