الرياضة وبالأخص كرة القدم كانت مجانية تماما في الماضي, فلم يكن اللاعب يحصل علي أي مقابل, واذكر أن النادي الأهلي أحرز كأس مصر في احدي السنوات وكان المشرف علي الكرة شخصا اسمه محمد بك مدكور وجاء هذا الرجل في أحد الأيام وأعلن أنه تقرر صرف مكافأة للاعبي الفريق, وكانت المفاجأة المذهلة أن المكافأة لم تكن إلا قطعة جاتوه لكل لاعب, ولم يكن ثمن قطعة الجاتوه سوي خمسة مليمات.. هذه حكاية من الحكايات الكثيرة التي رواها الكاتب الكبير الراحل مصطفي أمين في حوار رياضي جدا بدا فيه الرجل وكأنه كان يقرأ ما نحن فيه الآن إذ تحول الشارع الكروي إلي سوق صيفا وشتاء للبيع والشراء بأسعار مبالغ فيها ولا تتناسب مع إمكانيات اللاعبين ولا ما تحققه الكرة المصرية علي المستوي العالمي! وحكايات أخري كثيرة تنظر للرياضة بعين الخبرة والسياسة مع العديد من الشخصيات المصرية المهمة جمعها الزميل خالد توحيد في كتابه الأخير:' كلام في الكورة' الذي استدرج فيه المفكرين والسياسيين إلي المستطيل الأخضر ليقصوا روايات ومواقف الزمن الجميل وليدلوا بآرائهم في الرياضة التي ما من إنسان إلا وله فيها من جهة أو أخري. و' كلام في الكورة' كتبه خالد توحيد بأسلوب رشيق ومشوق وغاص فيه رياضيا في أعماق شخصيات لها تأثيرها وخبرتها وتجربتها التي تتيح لها تقديم آراء وتجارب مفيدة تشبه الدروس الخصوصية لكل من يتصل بعالم الرياضة, كما طرح فيه العديد من القضايا المهمة التي تشغل الإعلام ليلا ونهارا.. وحكي خالد توحيد علي لسان مصطفي أمين حكاية سعد زغلول و الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات والجيش والحكومة والشعب مع الرياضة وكرة القدم.. ويتكلم مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في الجولف وفوائده.. ويطرح علي الدكتور نصر فريد واصل قضية إفطار اللاعبين في رمضان ورأي الدين في المصارعة.. ويناقش مع خالد محيي الدين علاقة السياسة بالرياضة.. وآراء جذابة ومفيدة اقتنصها من الدكتور محمد سيد طنطاوي وصالح سليم والدكتور عبد المنعم سعيد وحسن عامر وحسين الشافعي ومصطفي كامل منصور و والدكتور ذهني فراج.. إنها حوارات تصلح لليوم وغدا وكل يوم صدرت ضمن سلسلة' كتاب اليوم'. [email protected]