اهتزت القلوب وأجساد الصعايدة للجريمة البشعة خاصة وأن المجني عليه في عمر الزهور ولم يقترف ذنبا سوي أنه وقع ضحيه لشهامته وطمع وخداع الجناه الذين خططوا لسرقة التوك توك الخاص به حيث استغاثوا به لنجدتهم بالتوك توك خاصته بعد أن تعطل التوك توك الذي يستقلونه ولبراءه الطفل انطلق نحوهما سريعا غير مدرك أنه ذاهب إلي مثواه الأخير حيث اعتدوا عليه دون رحمة وهشموا رأسه وفروا هاربين بالتوك توك تاركين الطفل غارقا في دمائه وسط الهيش بمنطقة السيول واليقين يملأ قلبهم بانهم سينجون من فعلتهم ولكن العدالة الإلهية كانت لهم بالمرصاد بعد أن ترك الجانيهاتفه المحمول داخل التوك توك وعقب مرور عدة ساعات من الجريمة شاهد الأهالي الجثة وظن الجميع في بادئ الأمر أنها جريمة قتل جراء عملية الثأر المنتشرة بالصعيد وعلي الفور أبلغ الأهالي مركز شرطة البداري لإجراء عملية البحث وكشف غموض مقتل الطفل الذي لم يتعرف عليه أحد من الأهالي. تلقي اللواء عبد العظيم نصر مدير أمن أسيوط إخطارا من مأمور مركز شرطة البداري يفيد تلقيه بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة طفل مقتول ومهشم الرأس بمنطقة السيول بالعتمانية وعلي الفور انتقل فريق من ضباط المباحث بإشراف اللواء خالد شلبي وبرئاسة المقدم أحمد سليم رئيس مباحث البداري ومعاونيه النقيبين احمد مفتاح وحسين عبد الحكيم إلي موقع الحادث وتبين لهم من المعاينة الأولية العثور علي جثة لطفل مهشم الرأس وبجوارها حجر ملطخ بالدماء بمنطقة السيول القبلية بقرية العتمانية ولم يتم التعرف علي هوية الجثة وعلي الفور تم النشر عن مواصفات. الجثة ليتعرف عليه أحد أهليته وبالفعل تم تحديد هويته حيث يدعي ح. ك. ح طالب بالمرحلة الإعدادية ويعمل سائق توك توك, وأثناء عمليات البحث بموقع الجريمة نجح ضباط المباحث في العثور علي أول الخيط للوصول إلي القاتل حيث عثروا علي هاتف محمول داخل التوك توك ليتحفظ عليه أحد الضباط ويجري منه عدة مكالمات للوصول إلي صاحب الهاتف وبالفعل تم تحديد هوية صاحبه, وأثناء عمليات التحقيق أكد أحد شهود العيان رؤيته لشخصين يستقلان التوك توك الخاص بالمجني عليه ويفران من منطقة السيول وتبين أن أحدهما يتطابق مع اسم صاحب الهاتف وبعد تقنين الإجراءات تمكن ضباط المباحث من ضبط مرتكبي الواقعة وهما م. ر. ع عامل ومقيم بناحية العتمانية دائرة المركز سابق ضبطه واتهامه في قضية سرقة, وا.ا.ك سائق توك توك ومقيم بناحية قاو النواوره دائرة المركز وذلك بقصد الاستيلاء علي التوك التوك الخاص بالمجني عليه وسرقته وبمواجهتهما بما اسفرت عنه التحريات والهاتف الذي تم ضبطه أقرا بارتكابهما للواقعة حيث قاما بالاتفاق معا علي استدراج المجني عليه للاستيلاء علي التوك التوك الخاص به حيث ادعي المتهم الثاني عطل التوك التوك الذي يخصه حال اصطحابه أحد الركاب واتصل به تليفونيا وطلب منه الحضور لاصطحابالركاب وبالفعل استجاب المجني عليه, وجاء علي الفور لنجدة زميله وعقب حضوره استقل المتهم الأول التوك التوك الخاص بالمجني عليه بحجة استكمال توصيله وتابعهما الثاني عن بعد حتي وصلا لمنطقة غير مأهولة بالسكان, وقام الأول بإجباره علي التوقف والنزول من التوك التوك للاستيلاء عليه وحال مقاومته قام بضربه بحجر علي رأسه مما أدي إلي مقتله علي الفور ثم قام كلاهما بسحبه إلي منطقة الهيش ولاذا بالفرار عقب استيلائهما علي التوك التوك وفي وقت لاحق وخشية افتضاح أمرهما قاما بالتخلص من التوك التوك وعثر عليه أهالي المجني عليه, تم تحرير محضر بالواقعة. واخطرت النيابة التي باشرت التحقيق وأمرت بحبس المتهمين أربعة أيام علي ذمة التحقيق وصرحت بدفن جثة المجني عليه.