توقع مصر وإثيوبيا والسودان اليوم اتفاقية إعلان المبادئ الخاصة بسد النهضة الإثيوبي, في قمة ثلاثية تاريخية, يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي, والرئيس السوداني عمر البشير, والإثيوبي مالاتو تشومي بحضور دولي وإقليمي لافت, بعد أسابيع من المفاوضات علي خلفية تحفظات مصرية علي بعض بنود الاتفاقية. ويعرض الرؤساء الثلاثة خلال مؤتمر صحفي عالمي, يعقد في القصر الجمهوري بالعاصمة السودانية الخرطوم, عقب التوقيع علي وثيقة إعلان المبادئ رؤيتهم حول التنمية والتعاون المشترك, بحضور رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت, ورئيس وزراء أوغندا, ومفوض الاتحاد الإفريقي, والمدير التنفيذي لمبادرة حوض النيل, وأمين منظمة الإيجاد, إلي جانب مشاركة دولية وإقليمية من البنك الدولي, ومبادرة حوض النيل, ووكالة العون الألماني, ومدير إدارة المياه للقسم الإفريقي بالبنك الدولي. ويتوجه الرئيس السيسي حسبما هو مقرر إلي العاصمة الإثيوبية مساء اليوم, في زيارة تعد هي الأولي من نوعها, يلقي خلالها خطابا أمام البرلمان الإثيوبي, قالت مصادر مطلعة إنه سوف يتضمن التأكيد علي وحدة المصير بين دول حوض النيل, وحق دول الحوض في التنمية, ويطلق خلاله الرئيس سلسلة من التطمينات, تتعلق بتأييد الشعب المصري لحق الأشقاء في إثيوبيا في التنمية, في إطار الحرص المتبادل بين الشعبين علي عدم المساس بحق مصر في مياه النيل, وضرورة التعاون الإقليمي فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه دول المنطقة في مجالات التنمية المختلفة. من جانبه وصف الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري توقيع الرؤساء الثلاثة لوثيقة المبادئ, بأنها سوف تعطي دفعة قوية للمسارين السياسي والفني حول سد النهضة, مشيرا إلي أن بنود الوثيقة تمت مراجعتها من الناحية السياسية والفنية بدقة لحماية حقوق مصر في مياه النيل. وقال وزير الري: إن الوثيقة ستكون ملزمة للدول الثلاث, وبخاصة ما يتعلق منها بتنفيذ توصيات الاستشاري الدولي حول السد, وهو ما يوجب علي الجانب الإثيوبي تعديل مواصفات السد حال ثبوت وقوع ضرر بمصر. في غضون ذلك وصف وزير الخارجية السوداني علي كرتي, الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة الإثيوبي, بأنه إنجاز مهم, مشيرا إلي أن الاتفاق السياسي, سيكون أساسا للتوصل إلي اتفاقيات تفصيلية حول الموضوعات الفنية المطروحة حاليا بين دول حوض النيل الشرقي الثلاث, بشأن الاستفادة من سد النهضة الإثيوبي. وقال الدكتور علاء ياسين مستشار وزير الري والمتحدث الإعلامي للجنة الوطنية لسد النهضة, في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إن إعلان المكتب الاستشاري الفائز بإجراء الدراسات, سيتم خلال أيام لمعرفة الآثار البيئة والسلبية للسد. وكانت وزارة الخارجية قد انتهت في وقت سابق إلي إعداد اتفاق المبادئ, الذي يتضمن عشرة بنود أساسية, تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية, وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية. وقالت مصادر دبلوماسية: إن الإيجابية الرئيسية التي يمنحها اتفاق المبادئ, هو أنه نجح في سد الثغرات التي كانت قائمة في المسار الفني, وأهمها التأكيد علي احترام إثيوبيا لنتائج الدراسات المزمع إتمامها, وتعهد الدول الثلاث بالتوصل إلي اتفاق حول قواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوي في ضوء نتائج الدراسات.