الليلة تحتشد مصر بكل رموزها وقادتها, بكل أطيافها وأديانها داخل الكاتدرائية المصرية القبطية, ليتشارك الشعب المصري كله في الأحزان والأعياد معا. الليلة رسالة لكل من يعنيه الأمر, هذا وطن في رباط إلي يوم الدين, هذا وطن كل شعبه علي قلب رجل واحد, مهما كانت المؤامرات, ومهما زادت المحن. الليلة رسالة تعبير عن تاريخ وطن, نجح باقتدار في مواجهة الغزو الأجنبي علي مر التاريخ, وواجه محاولات أعتي أشكال الاستعمار بشق وحدة الوطن وهزمها بجدارة. الليلة يقف شباب مصري في مقتبل العمر, محيطا بالكنائس, متحولا بجسده إلي دروع بشرية لتحمي بيوت الله من الإرهابيين و مؤامراتهم, وتقي الأقباط من التهديدات, وتؤكد أن المصريين كل واحد دماؤهم لحماية الوطن و ليس لدين دون غيره. الليلة يخرج إعلام مصر من داخل الكاتدرائية, في رسالة لا تغيب مغزاها أو معانيها عن أصحاب الألباب, في أن رسالتنا و أهدافنا الوطنية واحدة مهما اختلفت السبل والرؤي. الليلة حداد وفرح, حداد علي شهدائنا المصريين من ضحايا المجزرة الإرهابية, وفرح بعيد الميلاد المجيد لسيدنا المسيح, نحن نحزن معا ونفرح معنا, وهذا هو تاريخنا. لمن لا يفهم.. مصر تحتشد وتلتف حول نفسها وتلتحف بالعلم وتنتعش ذاكرتها الوطنية, وتتوهج روحها الوثابة في المحن والأزمات الوطنية, ولوفهم الإرهابيون والمتآمرون علينا ذلك.. لامتنعوا فورا عن مخططاتهم. لن يجني الإرهاب من مؤمراته ضد مصر سوي الفشل وخيبة الأمل, كما خرج الاستعمار يوما ما يجر أذيال الخيبة بعد حقب و عهود طويلة, وكما خرج الاحتلال من أراضينا ذليلا مكسورا. مصر قادرة دوما علي إثبات ذاتها... ليتكم تفهمون. [email protected]