فيما يتصدر المباحثات بين مصر والسودان وإثيوبيا تطوير العلاقات الثنائية وبحث عدد من القضايا الإفريقية والإقليمية والاهتمام المشترك ومتابعة آخر مستجدات جهود التوصل لاتفاق حول سد النهضة الإثيوبي ونتائج اجتماعات اللجان الفنية والوزارية حول السد, خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي دولتي السودان وإثيوبيا والتي تبدأ بعد غد من السودان. طالب خبراء سودانيون في مجال الموارد المائية, رؤساء الدول الثلاث, بضرورة تكوين إدارة مشتركة لتشغيل سد النهضة الإثيوبي بينهم, وعدم ترك الإدارة لإثيوبيا منفصلة, لتجنب الإخلال بالاتفاقيات وتجنيب دولتي المصب( مصر والسودان) أي مخاطر متوقعة, ودعوا- في هذا الصدد- إلي أهمية تضمين ذلك في الاتفاق الإطاري قبل الشروع في التوقيع عليه من قبل الرؤساء الثلاثة بالخرطوم. وكشف خبراء الموارد المائية بالسودان, في ندوة حول سد النهضة الإثيوبي نظمها المركز العالمي للدراسات الإفريقية بالخرطوم أمس, عن تأثيرات وصفوها بالكارثية علي السودان جراء الارتفاع الكبير لسد النهضة وحجمه الضخم, وحذروا من مغبة تعرض السد لأي استهداف عسكري, أو إخفاقات فنية, ونبهوا أن السودان سيتضرر في حال انهار السد بأكمله وليس إثيوبيا. وانتقد مدير كرسي اليونسكو للمياه الخبير السوداني عبد الله عبد السلام, تكتم المسئولين السودانيين علي المعلومات المتعلقة بالسد وإخفائها عن الخبراء, واعتبر إنشاء السد قضية أمن قومي تهم الجميع, ويجب عدم إدارة هذا الملف بطريقة أمنية. وشدد علي ضرورة توضيح الحقائق وتمليك المعلومات للرأي العام, موضحا أن إنتاج الكهرباء من السد لن يكفي احتياج إثيوبيا التي أكد أن استهلاكها يزيد سنويا بنسبة30%, ولفت إلي أن التحديات التي تواجه السد تتمثل في حجمه الضخم البالغ74 مليار متر مكعب, بجانب ارتفاعه الذي يصل إلي145 مترا, وكشف عن حدوث انهيار لبعض الخزانات المماثلة في العالم. ومن جانبه, طالب الخبير الإستراتيجي حسن الساعوري بأن تكون إدارة التشغيل مشتركة, وحذر في حال عدم تضمينه في الاتفاق الأخير, فإن السودان ومصر سيتضرران, وشكك في التزام إثيوبيا بالتنفيذ.