{ أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمي وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون(8)}( سورة الروم). ان الفكر الانساني هو ذلك النشاط العقلي يواجه به الانسان مشكلة ما تصادفه في حياته وتعترض طريقه. ويقصد بالمشكلة اي موقف غامض يريد الإنسان ان يستوضحه ويتغلب عليه, أو حالة مستعصية يريد فهمها ويتمكن من معالجتها او حاجة لم تلب او تشبع ويريد ان يصل الي حل ممكن يؤمن تلبيتها.و عادة ما تشتمل عملية التفكير والنشاط الفكري علي جانبين اساسيين هما:مشكلة تعرض امام الانسان, او يتعرض لها هو او غيره من الذين يعيشون معه ويحس بها وخطة فكرية وعقلية توضع وتحدد مدي نجاح ذلك الانسان في حل المشكلة ووضع احتمالات الاجابات المناسبة لها والتعامل معها. وعليه فإن التفكير نشاط عقلي وذهني يمارسه الفرد ازاء حالة او موقف.كما ان التفكير يعتبر اداء يمكن التعرف عليه من خلال ردود الفعل المختلفة التي يقوم بها الانسان ازاء المشاكل التي تواجهه.هذا وتتمثل مراحل التفكير في المرحلة الحسية وفي هذه المرحلة استخدم الانسان حواسه المجردة والمعروفة في فهمه ومعرفته للأشياء وتفسيره للمواقف التي واجهته( مثل حاسة البصر). والمرحلة الفلسفية التأملية:وهنا يحاول الانسان التفكير والتأمل في الظاهر والاسباب الاخري التي لا يستطيع فهمها او معرفتها عن طريق حواسه المجردة. والمرحلة العلمية التجريبية:حيث استطاع الانسان ربط الظواهر والمسببات بعضها ببعض ربطا موضوعيا, وتحليل المعلومات المتوافرة عنها, بغرض الوصول الي قوانين ونظريات تفيده في الحياة, عن طريق ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تعترض حياته.وتتمثل طرق الوصول الي المعرفة في ان التفكير الانساني يقود الي المعرفة, والمعرفة تقود الي اتخاذ قرار, والتصرف باتجاه حل مشكلة.و قد سلك الانسان عبر تاريخه الطويل في سبيل المعرفة اربعة اساليب هي اسلوب اهل الرأي والتقليد والعرف:ظهر هذا الاسلوب في العصور القديمة حيث كانت المجتمعات الانسانية قبلية, فكان المصدر الاول للبحث عن المعرفة هو زعيم القبيلة, وبالطبع كان تفكير الانسان ومعرفته الناتجة عن ذلك التفكير سطحية وبعيدة عن الاسس والحقائق العلمية, فكان ينسب معظم الظواهر التي تواجهه ويصعب عليه فهمها او ادراكها الي قوي خفية وهذا هو السبب في اخفاق الانسان في فهم اغلب الظواهر المحيطة به وقدرته علي السيطرة عليها والتحكم بها.كما ان التقاليد والعادات الموروثة, قد أسهمت في الحصول علي الحقائق والمعارف التي يحتاجها الانسان البدائي في مواجهة الظواهر والاحداث.وأيضا أسلوب الخبرة والتجربة:وهنا الانسان يستعين بتجاربه وتجارب الاخرين لمواجهة المشاكل التي تواجهه بالإضافة الي اسلوب القياس المنطقي والاستدلال ويعتمد هذا الاسلوب في حكمه علي الظواهر والامور علي القياس المنطقي أو الكشف عن الظروف والقوانين التي تحكم الظواهر والاحداث, وهو اسلوب يتدرج من الامور العامة الي الجوانب الخاصة, أو من المبادئ الاساسية الي النتائج التي تصدر عنها. وأخيرا الأسلوب الاستقرائي او التجريبي وهذا الاسلوب يعتمد علي تتبع الجزئيات للوصول منها الي احكام عامة, وملاحظة الاحكام الجزئية لوضع احكام للكل, ونشأ هذا الاسلوب في العصر الصناعي وكانت نظرية داروين بداية لهذا الاسلوب التجريبي. وقد استطاع الانسان بواسطة هذا الاسلوب التجريبي والاستقرائي السيطرة علي الظواهر التي تحيط به والاحداث التي تحدث له والتحكم فيها فهو يعتبر النهاية لمسيرة الانسان للوصول الي المعرفة.