لي طفل منذ ولادته و استيعابه للأشياء بطيء و عندما كشفت عليه قال لي الطبيب إنه يعاني نشاطا زائدا و هذا يؤثر علي فهمه و قدراته علي التعلم فكيف ذلك و كيف أتعامل معه و هل له علاج ؟ م ن المنيا اهتمت الكثير من الدراسات والبحوث باضطراب ضعف الانتباه والنشاط الزائد علي مدي السنوات الماضية وقد تناولت تلك الدراسات هذا النوع من الاضطراب من عدة جوانب, بما فيها تأثير أعراض الاضطراب علي الطفل والأسرة و المجتمع المحيط بالطفل. كما أن العديد من الأبحاث قد أفردت لتناول موضوع التحصيل الدراسي والأكاديمي للطلاب الذين لديهم اضطراب ضعف الانتباه والنشاط الزائد في صور متعددة, حيث ارتبطت خصائص هذا الاضطراب بمظاهر صعوبات التعلم. وقد أشارت الدراسات(1998) إلي أن ضعف الانتباه يقع موقعا مركزيا بين صعوبات التعلم المختلفة, مما حذا بالكثير من العاملين في مجال التربية إلي أن صعوبة الانتباه تقف خلف كثير من أنماط صعوبات التعلم الأخري مثل صعوبة القراءة وصعوبة الكتابة والفهم القرائي والصعوبات المتعلقة بالذاكرة والحساب أو الرياضيات, بالإضافة لصعوبة التآزر الحركي والإدراكي بشكل عام. وعلي الرغم من العلاقة بين ضعف الانتباه والنشاط الزائد وعلاقتهم بصعوبات التعلم إلا أن هناك غموضا يحيط بهذا الموضوع في عالمنا العربي, حيث يتم التعامل مع الأطفال الذين يظهرون صعوبات التعلم ناتجة عن ضعف الانتباه والنشاط الزائد علي أنهم من ذوي صعوبات التعلم الأكاديمي, والجدير بالذكر أن هذا النوع من الاضطراب يحظي باهتمام كبير في الدول الأوروبية حيث توجد عيادات متخصصة لعلاج هذا النوع من الاضطراب يعمل فيها كثير من المتخصصين الذين لديهم خبرة وفيرة عن أسباب وأعراض وعلاج هذا النوع من الاضطراب, أما في الوطن العربي فنجد المدراس غير مجهزة لمثل هؤلاء الأطفال, من حيث برامج تربوية خاصة بهم تؤهلهم للتغلب علي هذه الصعوبات, بالإضافة إلي أن معظم التربويين والأخصائيين النفسين والاجتماعيين لديهم فكرة عن هذا النوع من الاضطراب ولا المعلمات الكافية للتعامل مع مثل هذه الحالات ومن هنا لابد من الخروج بعدد من التوصيات التي من خلالها يمكن أن نساعد طفلنا وطلابنا للخروج من هذه الاضطرابات ويظهر فيها دور التربية والتعليم وتتمثل في ضرورة تدريب معلمي التربية الخاصة ومعلمي مدارس التعليم العام علي كيفية التعرف علي مشكلة اضطراب الانتباه والنشاط الزائد لدي الطلاب و العمل علي إعداد دورات تدريبية للمعلمين حول استراتيجيات تدريب العمليات العقلية عند الأطفال وتحسينها و كذلك حث وزارة التربية والتعليم علي تزويد الفصول الدراسية بوسائل محسوسة, سمعية وبصرية ملموسة, لتحسين العملية التعليمية. د. إسراء عبد المقصود عبد الوهاب استشاري ذوي الاحتياجات الخاصة جامعة عين شمس