في أكتوبر سنة2006 وبدعوة كريمة من المعلق المرموق والخبير الرياضي الصديق ايمن جادة وكان وقتها رئيسا لقنوات الجزيرة الرياضية زرت الشقيقة قطر وشاركت في سهرة رياضية كان يعدها ويقدمها الصديق أيمن وقد استغرقت الزيارة ثلاثة أيام كانت مليئة بالزيارات للأماكن الأثرية في قطر والمنشآت والبنية التحتية الرياضية اضافة إلي أنها كانت مليئة بحب وابتسامات صافية ووجوه مشرقة من أخوه قطريين كثيرين وكان من بين معالم المنشآت الرياضية التي زرتها في العاصمة القطرية الملاعب والصالات وحمامات السباحة وكذلك القرية الأوليمبية التي اقامتها قطر استقبالا لبضعة آلاف من الرياضيين الاسيويين والمسئولين عن الرياضة العالمية ورؤساء الاتحادات الرياضية الآسيوية, وذلك احتفاء بالدورة الرياضية الآسيوية التي نظمتها قطر في آواخر تلك السنة بقدرة واقتدار عظيمين وشهد نجاح التنظيم كل الوفود التي شاركت في الدورة كما أشاد بها رجال الإعلام الذين غطوا احداث الدورة من مختلف دول العالم وأذكر في هذا السياق ان الدعوة وجهت لي لكي احضر فعاليات الدورة ولكن حالت بعض الشواغل عن تلبية الدعوة وان كنت قد حرصت علي مشاهدة الفعاليات منقولة علي الشاشات عبر الأقمار الصناعية ولن أنسي تلك اللحظة التي حبسنا فيها جميعا انفاسنا عندما تقدم فارس يمتطي صهوة جواده مرتقيا سلالم مدرجات ستاد حمد حاملا في يده شعلة نارية ليصل في خفة ورشاقة إلي علو شاهق ثم توقف امام مكان الشعلة الرئيسية للدورة فأوقدها وسط وهج من التصفيق والاعجاب انه الشيخ محمد بن حمد ابن أمير قطر وهو نفس الشيخ الذي وقف في ثبات وثقة علي منصة اتحاد كرة القدم الدولي الفيفا لكي يقدم امام المسئولين فيه الملف الذي تقدمت به قطر لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم سنة2022 وكان يتحدث في لغة انجليزية سليمة منطلقا في اسلوبه شارحا بالتفصيل محتويات الملف الذي تفوقت به قطر علي قوي عاتية في عالم السياسة والاقتصاد قوي رهيبة مثل امريكا واليابان وكوريا, لقد كان ملف قطر نتيجة جهد خارق قامت به مجموعة من العقول النيرة الثاقبة حيث وضعت خططا لتنظيم البطولة لا يمكن ان تخر الميه كما يقول المثل العامي, ولقد تفوقت قطر علي منافساتها وفازت بالتنظيم عن جدارة واستحقاق ولم تفز بضربة حظ أو من فراغ وملفها يقول بذلك فقد كان مقنعا وجامعا ولو أن بطولة كأس العالم سنة2022 كانت من نصيب دولة أخري غير قطر لكان هناك شك وظنون ولغط الفيفا في غني عنه بعد اتهامات بالرشوة وجهت إلي بعض من أعضاء لجنته التنفيذية, ثم ان العلاقات بين قطر والهيئات الدولية الرياضية مثل اللجنة الاوليمبية الدولية والاتحادات الرياضية علاقات متينة وقوية وتاريخ قطر مع البطولات الرياضية العالمية يقول بنجاحها في كل بطولة نظمتها ونجحت باقتدار في تنظيم الدورة الآسيوية ونجحت بامتياز في تنظيم كأس العالم لكرة القدم للشباب ثم ان الملف ترصع وتألق بعشرة استادات مكيفة الهواء ومبنية بطرق تسمح بتفكيكها بعد البطولة الكروية العالمية ثم تقديمها هدية لبعض من الدول النامية وعندما دار همس من بعض منافسي قطر مؤداه ان شوارع قطر لن تستوعب الاعداد الغفيرة من المشجعين للفرق المشاركة في العرس العالمي اذا بقطر تدحض همسهم وتقوم بانشاء مترو أنفاق غاية في الحداثة يربط كل شبر في العاصمة القطرية بالملاعب والفنادق وبالتالي يمكن للمشاهدين الوصول إلي الاستادات في دقائق معدودة, وازعم ان في جعبة قطر الكثير الذي ستفاجيء به العالم خاصة وأن لديها من الوقت ما يسمح لها بتقديم مفاجآت تبهر بها العقول عندما يري الجميع تنظيما لعرس الكرة يجعل الدول التي ستنظم النهائيات بعد قطر وقد وجدت نفسها في حرج كبير حيث ان تنظيمها للحدث لن يصل إلي مستوي تنظيم قطر لنفس الحدث مبروك لقطر بل مبروك للأمة العربية.