يبدو أن الموقف المتشدد والحراك الدبلوماسي الذي تقوده حكومة الثني قد حرك المياه الراكدة دوليا نوعا ما ضد التطرف والإرهاب المنتشر في ليبيا. فبعد أن أعلن عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا, عن تعليق المشاركة في مفاوضات جنيف وقيامه بزيارة روسيا والتشدد في أهمية رفع الحظر عن تزويد الجيش الليبي بالسلاح والعتاد, بدأ الموقف الغربي يتغير نوعا ما ضد الإرهاب والتطرف. موقف رئيس الحكومة, أكده وزيرالدفاع الليبي المكلف العميد الركن مسعود رحيمة عندما أكد صحة ما تردد من أنباء حولترشيحاللواء خليفة حفتر لمنصب القائد العام للجيش الليبي, لافتا إلي أن استحداث هذه المنصب كان أمرا ضروريا, في تصريحاته الخاصة لقناة العربية الحدث أمس. وزير الدفاع أضاف في تصريحاته أن الجيش الوطني الليبي يسيطر علي90% من الأراضي في بنغازي, وأنه مصمم علي تحرير ودخول طرابلس في أقرب وقت ممكن مؤكدا أن تحرير العاصمة يعني تحرير ليبيا بالكامل. هذه المواقف دفعت الغرب لتغيير موقفه نسبيا, فقد أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يانس ستولتنبرج عن مشاعر القلق حيال الوضع في ليبيا, خاصة من ناحية التدفق الكبير لدفعات المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط نحو أوروبا. وأكد ستولتنبرج في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه أمس برئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتزي أن حلف شمال الأطلسي, بناء علي طلب الحكومة الليبية مستعد لتقديم الدعم لها في مجال بناء مرافق الدفاع. بدوره, أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتزي أن القضية الليبية تمتلك أولوية مطلقة بالنسبة لإيطاليا. من جانبه, عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, أمس اجتماعا مع ولي ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف, تناولت التطورات الإقليمية, خاصة الوضع في ليبيا وسوريا والعراق. ويبدو أن موقف روسيا الجدي بشأن ليبيا كما توقعت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية مشاركة موسكو في جهود التهدئة في ليبيا, مؤكدة قدرتها علي تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب.. مشيرة إلي أن المصالح الأمنية والاستراتيجية لروسيا مرتبطة بشكل كبير بتطور الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الصحيفة الروسية أكدت أن التحالف الدولي المعادي لداعش في ليبيا سيضم إيطاليا التي تعتزم مشاركة روسيا, حيث يسعي رئيس وزراء إيطاليا, ماتيو رينزي إلي إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أوائل شهر مارس المقبل لكنها أشارت إلي أن الغرب غير راغب في ذلك حاليا, حيث أثارت الصحيفة تساؤلات بشأن معوقات إتمام الرؤية الإيطالية بالمشاركة في التحالف الدولي المشار إليه في ضوء سياسة العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة ودول أوروبية علي روسيا ما يقرب من عام علي خلفية الأزمة الأوكرانية.