وصف وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنوف الاعتداءات التي وقعت علي المسلمين, بعد أحداث شارلي إبدو, بغير المقبولة, ونددت الحكومة, لأول مرة, بهذه الأعمال المعادية للمسلمين, فما هي أسباب هذا التغير الطارئ في الخطاب الرسمي الفرنسي؟ مثل حادث شارلي إبدو, في السابع من يناير الماضي, نقطة تحول في العلاقة ما بين الحكومة الفرنسية من ناحية والأقلية المسلمة في فرنسا من ناحية أخري, لما ترتب عليه من نتائج وتجاوزات, حيث رصدت منظمة معا ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا العديد من الاعتداءات التي ارتكبت ضد المسلمين هناك. حيث كشف التقرير السنوي الصادر عن منظمة معا ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا(CCIF) عن ارتفاع نسبة اضطهاد المسلمين من(10%) عام2014 إلي(70%) في يناير من العام الحالي. فبعد مرور شهر واحد فقط علي11 يناير الفرنسية, نظمت المجموعة(CCIF) المعنية بمراقبة الجرائم التي ترتكب ضد المسلمين في فرنسا, مؤتمرا صحفيا كشفت خلاله عن مستجدات الإسلاموفوبيا في فرنسا عن العام2014 و ما آل إليه الوضع بعد حادث شارلي إبدو في السابع من يناير الماضي. حيث رصدت المنظمة764 فعلا معاديا للإسلام عام2014, مما يعني حالتين في اليوم, في حين كانت النسبة691 عام2013, أي بزيادة تقدر ب(11%). وأن(77%) من هذه الاعتداءات جاءت في شكل تفرقة عنصرية, وحدث أغلبها في مؤسسات الدولة, وهو الأمر الذي يكشف عن تفشي ظاهرة معاداة الإسلام في فرنسا. وأوضح التقرير أن(81%) من الضحايا كانت سيدات حوامل وبصحبة أبنائهن, حيث تعرضن لأذي نفسي وبدني, وأنه في الفترة ما بين7 يناير2014 و7 يناير2015 تم رصد(153) فعلا معاديا للإسلام, وبزيادة تقدر ب(70%) عن نفس الفترة في العام السابق. وخلال الشهر التالي فقط لأحداث شارلي, تم رصد أكثر من ثلاثين جرما تندرج تحت الإسلاموفوبيا, منها عشرة اعتداءات نفسية, وأكثر من(310) بلاغات مقدمة من تلاميذ مسلمين لتعرضهم للاضطهاد, وتم تدنيس سبعة مساجد خلال شهر فقط, في حين بلغت النسبة33 عملية تدنيس خلال عام.2013 وأشارت ليلي شريف, المستشار القانوني للمنظمة, إلي أن أكبر المشاكل التي تواجه المسلمين في فرنسا هي سلبية الدولة, ورفضها التدخل حتي بالتنديد. وأضافت الشريف لبرس تي في أنه علي الرغم من وجود قوانين تمنع أي فعل معاد للسامية إلا أن الحكومة الفرنسية لا تسعي إلي سن قوانين تحمي المسلمين بها, وأن ظاهرة الإسلاموفوبيا انتشرت بشكل يستدعي تدخل الدولة التي طالما تتحدث عن الحرية والإخاء. وأشارت حنان بن رحومة, رئيسة تحرير سفير نيوز وهو موقع فرنسي إسلامي, إلي أن فرنسا لا تعتبر المسلمين جزءا من نسيجها الوطني. وأشار موقع لوريون لو جور الفرنسي إلي صعوبة فهم الموقف الفرنسي إزاء هذه الاعتداءات, خاصة أنه يوجد في فرنسا أكثر من خمسة ملايين مسلم, وأكثر من ثلاثة آلاف مسجد.