أتمني أن تجد الصحافة القومية موقفها الصحيح بالقيام بدورها الصحيح باعتبارها تعبر عن دولة بمفهوم الدولة بكل طوائفها وأن تستخدم إمكاناتها الجبارة لسد الفراغ الحادث في الساحة الصحفية اليوم1 يناير, بداية عام جديد, انتهي العام الماضي بما له وما عليه, واليوم ليس يوم الحديث عما فات, فهذا يمكن أن يتم في أيام أخري ولكن اليوم حديث عن أمنيات علها تتحقق خلال العام الجديد. أتمني أن يقتنع القائمون علي إدارة الأمر بأن التغيير هو أحد أسس استقرار الأنظمة والمجتمعات وأن التغيير لا يعني الإطاحة بأي من ثوابت المجتمع وأن القادة في الماضي والحاضر بدأوا بتغيير وقادوا أثناء استمراريتهم في القيادة عملية التغيير. أتمني أن تتجه كل قوي المعارضة في طريق دعم عملية الحوار في المجتمع, ولا يعيقها استمرارها في المطالبة بحقها عن حق أو باطل في الوجود في البرلمان, وألا يعيقها هذا عن الانخراط في حوار وطني جاد حول قضايا الناس وقضايا الشعب وآمال الأمة. أتمني أن يسمع قادة الحزب الوطني بكل مستوياته بأن قوتهم لن تتأتي إلا من خلال دولة مدنية قوية, والدولة المدنية القوية لن تخلق إلا في إطار تعدد حقيقي في الآراء, وتعبير حقيقي لقوي المجتمع المختلفة عن نفسها وعن مصلحتها وأن يبدأ الحزب وقادته حوارا حقيقيا جادا مع الأحزاب و القوي السياسية الشرعية الجادة من أجل مستقبل هذا الوطن. أتمني أن يقتنع الزملاء الإعلاميون بأن استمرارهم أقوياء قادرين إنما ينبني علي مهنية مطلقة وعلي الحفاظ علي مصالح الوطن, وأن عملية الارتفاع والعلو علي أنقاض وطن تعني في النهاية خسارة لكل الأطراف, ومكسبا سريعا علي حساب الأوطان ومصالحها هو مكسب غير وطني, وأن ننظر جميعا إلي الصورة الكلية, لا تسويد للحياة ولا تغييب عن الواقع إنما إعلام وطني متوازن يسعي إلي مصلحة الناس في بلادنا. أتمني أن تجد الصحافة القومية موقفها الصحيح بالقيام بدورها الصحيح باعتبارها تعبر عن دولة بمفهوم الدولة بكل طوائفها وأن تستخدم إمكاناتها الجبارة لسد الفراغ الحادث في الساحة الصحفية, وأتمني للصحافة الخاصة أن تصل إلي الهدف الواضح وألا يكون منطلقها منطلق المصلحة الضيقة أو الربح السريع وإنما أن تكون لأرضية الانطلاق هي أرضية مصلحة الوطن, وأتمني علي إعلام الدولة أن يتحول بحق إلي ترجمة مفهوم الدولة وأتمني أن تفك الحكومة كلمة السر أو لغز لغة الخطاب مع الناس لتعلم ما يريدونه, ولتعبر عنهم بلغة يصدقونها. وبلغة يشعرون بها وبأن هذه الحكومة تفهمهم وأنها تتحدث خطابهم وتعمل من أجلهم. وأتمني أن تتحول لغة الخطاب لهذا الشعب باعتباره الشعب العظيم الذي صاغ حضارة عمرها آلاف السنوات, في وطن خلق ليبقي, وأن نتوقف عن جلد الذات, ونبحث في داخلنا عن عناصر العظمة الكامنة التي صاغت تلك الحضارة علي مر السنين.