بدا مستسلما لجلاده، جذب رأسه ل "يجز عنقه" فلم يقاوم، لعله اعتقد أنها بروفة أخري، وأن السكين ستمر على عنقه ولا تقطعها كالمرات السابقة، فحسب رواية أحد الناجين من جحيم داعش، وهو المراسل الحربى الفرنسى ديدييه فرانسوا، فإن إرهابيى داعش يوهمون الضحية بأنهم سيذبحونه، ثم لا ينفذون، ولعلهم فعلوا ذلك مع كينجى جوتو حتى صدق أنه لن يذبح. جوتو صحفى ياباني، قدم إلى سوريا لمد يد العون لضحايا الحرب، كما صرح بنفسه فى فيديو صوره بجنوب تركيا فى أكتوبر الماضى قال فيه: "الشعب السورى يعانى منذ ثلاثة أعوام ونصف العام. أريد أن أعرف القصة الحقيقية لما يريده تنظيم داعش". لم يكن يشعر بالخطر، فهو ياباني، وبلاده ليست مشاركة فى التحالف الدولى ضد التنظيم، تصفه أمه الثكلى بأنه "شخص طيب، حلمه هو إنقاذ الأطفال فى البلاد المنكوبة بالحروب، وهدفه مجتمع خال من الكراهية والعنف". سقط جوتو فى قبضة عناصر داعش، ولأول مرة يعرض التنظيم صفقة، فقد عرض الإفراج عن جوتو وعن الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، فى مقابل إطلاق سراح ساجدة الريشاوي، وهى سجينة محكوم عليها بالإعدام فى الأردن، وتجاوب الأردن وأبدت سلطاته استعدادها لإطلاق الريشاوى بعد التأكد من سلامة طيارها، ولم يقدم داعش ما يثبت أن الطيار الأردنى لا يزال على قيد الحياة حتى انتهت المهلة، والتى كانت محددة بغروب شمس يوم الخميس 29 يناير الماضي. هل كان التنظيم الإرهابى جادا فى عرضه بإطلاق سراح رهائنه؟ متخليا عن عملية طالذبح وجز الرءوس"، التى تتم فى طقوس احتفائية، وكأن التنظيم يكافئ مقاتليه الأكثر شرا بإعطائهم دور البطولة فى "فيلم الذبح"، حيث يجهز السيناريو والحوار، ويتم اختيار "اللوكيشنط بعناية، منطقة صحراوية بلا معالم تحدد موقعها، يبدأ الفيلم بالرهينة جاثيا على ركبتيه، وخلفه "جلاد" ملثم، يتلو بيانا بالإنجليزية، منتشيا ب"القوة والسلطان وجيش كامل متعطش لدمائكم"، معلنًا " فليبدأ الكابوس لليابان"، ثم يتوجه للرهينة المستسلم، وقبل اللحظة الحاسمة، تتوقف الكاميرا عن الدوران. يوم السبت 31 يناير أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" إعدام جوتو، ونشرت مواقع تابعة للتنظيم شريطا مصورا بعنوان "رسالة إلى اليابان" يظهر عملية الإعدام، وكان التنظيم قد أعدم قبل نحو أسبوع الرهينة اليابانى الأول "هارونا يوكاوا"، وذلك بعد انقضاء المهلة التى أعطيت للحكومة اليابانية مقابل إطلاق سراحه.