إلى أين يتجه اليمن؟ سؤال أصبح مسيطرا على الساحة السياسية العالمية. ما يحدث على ارض اليمن حاليا يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن هناك أصابع لم تعد خافية تحرك الأحداث ليصبح اليمن شوكة جديدة فى الجسد العربى. هل تتذكرون ما حدث لكى يتم زرع الكيان الصهيونى داخل الجسد العربى؟ نفس السيناريو بشكل مختلف ولكن أكثر خطورة لان سيطرة الحوثيين على اليمن هى سيطرة لقوى خارجية على دولة ذات موقع استراتيجى يمكن أن تصوب منه سهام الفرقة القاتلة إلى الجسد العربى بلا هوادة. المتفحص لما يحدث يمكنه أن يلمح انه استكمال للمخطط التى يحاول الالتفاف حول الجسد العربى هناك فى لبنان وما تشهده منذ شهور عديدة بسبب موقف حزب الله الذى يحول دون الاتفاق على رئيس للجمهورية وكذلك فى سوريا وما يحدث بها والعراق وما يعيشه منذ سنوات. سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة اليمنية لا تعدوا أكثر من محطة للانطلاق نحو دول الخليج العربى ودعوات الانفصال التى تتزامن مع سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة تنذر بأن حربا أهلية ضروس تدق أبواب هذا البلد الذى لم يعد سعيدا نعم الخليج العربى هو الهدف وتهديد المصالح العالمية بالتحكم فى مضيق باب المندب هدف يتم إخفاؤه حاليا خلف الستار للإعلان عنه فى وقته المناسب ما يحدث ليس وليد اليوم ولكنه نتاج مخطط خبيث. لا أطالب بتهميش الحوثيين أو إقصائهم ولكن ما أدعو إليه هو عدم التهاون مع الأحداث خاصة ان استمرار الموقف الحوثى الرامى لان يكون اللاعب الرئيسى فى رسم مستقبل هذا البلد سواء باشتراط مواد معينة بمشروع الدستور المنتظر أو الاستحواذ على حصة كبيرة من الحقائب الوزارية بما تتضمنه الشروط الحوثية من حقائب محددة بعينها سوف يجعل انفصال الجنوب امرأ حتميا بما يترتب على ذلك من دخول الاراضى اليمنية فى أتون عدم الاستقرار. عندما قال الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى أن الأوضاع فى اليمن ليست بعيدة عن مصر كان يعى تماما أن الوصول إلى هذه النقطة الحرجة يعنى دخول قلب الوطن العربى المتمثل حاليا فى الدول ذات السيادة الفعلية على أراضيها فى مرمى نيران الفوضى ملامح المشهد الحالى تشير إلى أن ما يحدث فى سوريا والعراق ولبنان واليمن لا يمكنه فصله أو التعامل معه بمعزل عما يحدث فى ليبيا وفى سيناء حيث الأطراف أيضا ملتهبة والقلب يوشك على الاشتعال والنتيجة الحتمية لذلك هى تفريغ الوطن العربى من مفردات قوته. استقالة الرئيس اليمن وكذلك رئيس الحكومة بمثابة صرخة بأن الأمور داخل الاراضى اليمنية على وشك الخروج إلى الفراغ دون ملامح أو مؤشرات تحدد الطريق الذى يسير نحوه هذا البلد. بيانات الأمين العام للأمم المتحدة أو الاتحاد الاوروبى أو الولاياتالمتحدةالأمريكية هى بيانات سابقة التجهيز يتم إصدارها عندما يرغبون فى عدم التحرك فعليا للاحتواء أى صراع أقول لا الغرب ولا أمريكا لديهم الرغبة فى إنهاء ما يحدث ومجلس التعاون الخليجى والجامعة العربية مطالبان بتحرك سريع يكون بمثابة المظلة الشاملة لكل القوى السياسية المتناحرة باليمن للوصول إلى توافق على خريطة طريق ليس بها مغالبة لطرف على حساب أخر. عدم الجدية فى التعامل مع مجريات الأحداث اليمنية ستكون تكلفته رهيبة على الجميع فعناصر تنظيم القاعدة بالأراضى اليمنية ليست بعيدة واشتعال مواجهات حربية بينها وبين الحوثيين على كل الاراضى والمحاور ستكون اشد ضراوة وهى حرب لن تكون حبيسة حدود اليمن الجغرافية. ثم أن الأمر لا يمكن فصله أيضا عن مخططات المحور الأمريكي - الغربى إزاء المنطقة الممتدة من مضيق باب المندب إلى مضيق هرمز والآن هل يتحرك القادة العرب لإنقاذ اليمن؟ أم سيتم ترك الأمور ليصبح هذا البلد صفحة غير سعيدة فى تاريخ عالمنا العربى؟