عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه, تبارك وتعالي, قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك, فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالي عنده حسنة كاملة , وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة, وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالي عنده حسنة كاملة, وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة متفق عليه. الخطاب الديني هو إيصال الأفكار إلي الآخرين بوساطة الكلام المفهوم, واللغة العربية أو الأجنبية هي الأداة التي يتم من خلالها توصيل الفكرة إلي الناس عامة. وتجديد الخطاب يعني إعادة صياغته, ونضارته ورونقه وبهائه وجماله وإظهار محاسنه ونشر فضائله بين المجتمع, ومخاطبة الناس بما يفهمون, وإظهار الحكمة والحنكة في التعامل مع قضايا العصر ومحاولة إيجاد حل لها بما لا يضر الآخرين, أو بما لا يضر بمصلحة الأمة علي وجه العموم. والخطاب الديني بطبيعته يجب أن يكون متجددا تلقائيا طبقا للتطور المجتمع, فالظروف المحيطة بالداعية تفرض عليه أن يساير العصر في دعوته للناس. وما ينسب للخطاب الديني من قصور سببه: أولا: المؤسسات المنظور بها الخطاب الديني نفسه كمؤسسة الأوقاف والوعظ, وما يندرج تحتهما, حيث يتطلب منهما القيام بتوجيه الدعاة إلي الرقي بخطابهم بما يتوافق والتطور العصري, من خلال التدريب المستمر للدعاة والوعاظ, وعقد ورش العمل من الحين للآخر معهم في كل مديرية من مديريات الأوقاف والوعظ علي مستوي الجمهورية, كذلك أيضا علي المؤسسات الدينية أن توحد الخطاب الديني من خلال نشرة شهرية تعمم علي مستوي الجمهورية, وعليها أيضا أن تحذر الداعية من العمل في الأطر أو السياسية, الحزبية ولأن مهمة الداعية مهمة أرقي من العمل الحزبي أو السياسي, فمهمة تبليغ الناس رسالة النبي صحي وإظهار محاسن الإسلام وترغيب الناس في العبادات وحسن التعامل مع الآخر من منطلق قول الله تعالي:( وقولوا للناس حسنا). ثانيا: أن أسباب قصور الخطاب الديني وضعفه وتدهوره في مصر يؤدي إلي بث الفكر الحركي والحزبي واستخدام المنابر في نشر الأفكار الضالة والهدامة وإظهارها للناس علي أنها أفكار صحيحة معبرة عن الدين الإسلامي, والحقيقة أنها أفكار هدامة لا تعبر عن الدين بشيء, لأن الإسلام أعم وأشمل. ثالثا: إن أسباب قصور الخطاب الديني راجع إلي مخاطبة الناس بما لا يعرفون, وهذا جهل وقصور وعجز من الداعية الذي يجب عليه أن يخاطب الناس بما يعرفون والنزول بهم إلي مستوي يدركون ما يملي عليهم من قول أو فعل. رابعا: بعد الداعية في خطبته عن الواقع المعاصر, وهو راجع إلي ضيق الأفق وقلة الثقافة الدينية واللغوية والفكرية للداعية. خامسا: عدم قدرة الداعية علي استيعاب الآخر وتقبله, فنراه يهاجم بشكل دائم ويسفه ويكفر ويفسق الآخر دون مبرر, وينسب ذلك إلي الدين من إخلال استدلالات بنصوص دينية في غير موضعها دون روية أو دراية. سادسا: عدم إدراك الداعية أن مهمة الخطاب الديني إدخال البهجة والسرور والفرح علي المستمعين أن يكون جانب الترغيب فيه أكبر وأوسع وأشمل من جانب الترغيب مما يجعل الخطاب الديني منقطع التواصل مع المستمعين, عديم الفائدة ينفر منه الآخر. لذلك نري أن تجديد الخطاب الديني ضرورة ملحة في ذلك العصر, وهو فرض يجب القيام به, وبالتحديد من قبل المؤسسات الدينية لمحاربة التعصب والتشرذم والدعوات الهدامة والقضاء علي الفكر التكفيري المخالف لعظمة الإسلام وسماحته. عميد كلية الدراسات الإسلامية بسوهاج