يعيشون جميعا تحت سقف منزل واحد يرعاهم رب الأسرة شاب في العشرينات من عمره مدمن لا يدخر شيئا لزوجته وطفليه ووالدته وأشقائه,أصبح الحزن والهم وجبة رئيسية في هذا المنزل الجميع يتناولها يوميا, ماعدا رب الأسرة فهو مدمن.. غير مبال.. كسول لا يبحث سوي عن النقود التي تأتي بالمزاج, ليعيش في عالم أخر من الخيال يصوره له عقله المغيب. لم يتنفض محمد الشاب العشريني لحال أسرته التي تكاد أن تموت حزنا علي حاله الذي تبدل من شاب في مقتبل العمر ينتظره مستقبل كبير إلي مدمن يبحث عن اي أموال لشراء المخدرات التي يتعاطاها و أهمل زوجته وعائلته بالكامل, وتحولت شخصيته وتبدلت أحواله فأصبح سيئ المزاج عصبي لا يبالي شيئا ولا يدرك ما يدور حوله. وبمرور الوقت وصل محمد إلي درجة متقدمة من الإدمان لا يشغله شيئا سوي المخدرات والحصول عليها مهما كانت الطرق وأصبح يمثل مصدر إزعاجا حقيقيا لكل من حوله, لا يحترم شخص أو قانون أو مبادئ كل شيء انهار أمام المخدرات. وأستكمل محمد طريق الإدمان ليس وحيدا بل الشيطان يرافقه في كل خطوة, ترك كل حياته كلها وكان يستولي علي نقود أسرته سواء كان ذلك برضاهم أم لا و لم يكن واعيا بطفليه ولم يشغل باله بمستقبلهم أو أنهم مسئوليته وبعدما تبدلت أحواله تركه الجميع حتي أصدقائه المقربين. وفي بعض المرات التي يستفيق فيها محمد من دوامة الإدمان يشعر أنه أصبح مصدر للإزعاج والخزي ولا ينفك يتسبب في إثارة المشاكل وإهمال مسئوليته تجاه نفسه وأسرته ولكنه في نفس الوقت شعر أنه أمام طريق مسدود لا رجعة فيه فهو لا يقوي أن يتوقف عن الإدمان ولا يملك القوة لتنفيذ ذلك. بدأ محمد يدخل في حالة من الاكتئاب وقرر بعدها أن ينهي كل ما يعيشه من مأساة ولم تكن النهاية أقل ترويعا ومأساة من البداية. خرج محمد ابن إحدي قري مركز ابشواي بالفيوم علي أسرته زوجته ووالدته وأشقائه, وطالب الجميع بأن يسامحوه علي ما تسبب لهم من أذي, وفجأة أخرج السكين وغرزه في جسده الهزيل الذي أهلكه الإدمان ليسقط قتيلا وبهذا تكون القصة بدأت بالإدمان وانتهت بالانتحار ليرحل الشاب البائس تاركا المعاناة والشقاء لأسرته. كان اللواء الشافعي حسن مدير أمن الفيوم قد تلقي إخطار يفيد مقتل محمد ن.أ21 سنة بعد أن طعن نفسه بسكين أمام زوجته ووالدته وأشقائه لتعاطيه المخدرات وكشفت التحريات أن القتيل أب لطفلين وأنه قام بالانتحار لمروره بضائقة مالية وأنه كان يتعاطي المواد المخدرة. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لتتولي التحقيق في الحادث وأمرت بنقل الجثة إلي مشرحة المستشفي العام بالفيوم وانتداب خبراء الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة.