أثارت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزير خارجيته استغرابا مقيتا, حيث استغل الاحتلال الهجمات الإرهابية علي صحيفة شارلي إبدو لكي يوجهوها نحو مصلحتهم مطالبين يهود فرنسا وأوروبا كلها للهجرة إلي إسرائيل. نتنياهو الذي وصف الإرهاب الإسلامي بأنه يهدد الإنسانية كلها قال قبل مغادرته تل أبيب متوجها إلي باريس للمشاركة في مسيرة الاحتجاج ضد الإرهاب: أغادر إلي باريس للمشاركة مع القادة الدوليين في مسيرة من أجل إطلاق حملة جديدة علي الإرهاب الإسلامي الذي يهدد كل الإنسانية. وسأشارك هذا المساء في مهرجان تقيمه الجالية اليهودية في فرنسا بحضور الرئيس فرانسوا أولاند سأقول فيه إن كل يهودي يريد الهجرة إلي إسرائيل سيستقبل هنا بأذرع مفتوحة. وقد كرر رئيس وزراء الاحتلال دعوته هذه خلال يومين, مستغلا العملية التي استهدفت الصحيفة, حيث أعلن في وقت سابق عن عقد اجتماع للجنة إسرائيلية حكومية الأسبوع القادم لبحث سبل تشجيع هجرة اليهود من فرنسا وأوروبا ومناطق أخري إلي إسرائيل. وقال بهذا الصدد: أريد أن أقول لكل اليهود الفرنسيين والأوروبيين إن إسرائيل هي موطنكم. من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن مكافحة الإرهاب الإسلامي هي عبارة عن صراع القيم, صراع تقف فيه إسرائيل مع العالم الحر في صف واحد. وبالطبع, لم تبق هذه الدعوات دون رد فرنسي, إذ أكد الرئيس فرانسوا أولاند بوضوح أن مكان يهود فرنسا هو فرنسا, متعهدا بملاحقة معاداة السامية والقضاء عليها, مؤكدا في نفس الوقت أن الدين الإسلامي لا علاقة له بما حدث ودعا أولاند الفرنسيين إلي الوحدة في مواجهة كل من يريد تقسيم الشعب الفرنسي, مشددا علي ضرورة الوقوف ضد العنصرية ومعاداة السامية في هذا الوقت الحرج بالذات. وفي الواقع هذا الجدل ليس جديدا ففي أكتوبر2012 وبعد أشهر علي الهجوم الذي قام به محمد مراح وقتل فيه عسكريون من أصول مغاربية ويهود في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا, قال نتنياهو متوجها الي اليهود تعالوا الي إسرائيل وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان نتنياهو كلف لجنة وزارية ان تبحث خلال الأسبوع الحالي سبل تشجيع هجرة اليهود الفرنسيين والأوروبيين إلي إسرائيل.