في كلمته أمام مؤتمر السابع للحزب الوطني بالأمس أكد الرئيس مبارك أن الحزب ينأي بنفسه عن احتكار العمل الوطني والحزبي ويتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة ويشجع علي ذلك ويسعي إليه وربما تجيب هذه الكلمة للرئيس مبارك عن الكثير من الأسئلة, وتوجه دعوة للأحزاب للمشاركة في داخل البرلمان وخارجه خلال الفترة المقبلة وإتاحة الفرصة أمام القوي السياسية للعمل من أجل مستقبل هذا الوطن, فالعمل الحزبي كما قال الرئيس مبارك في كلمته يظل رهنا بالتواصل مع الشارع المصري بمشاكله وهمومه وآماله, وبقدر ما تحققه الأحزاب من تطوير وإصلاح في هياكلها وبنائها المؤسسي وكوادرها وفيما تطرحه من فكر ورؤي وبرامج عملية قابلة للتنفيذ. تعزيز التعددية والمنافسة الشريفة لا يتأتي إلا من خلال إدراك كل القوي السياسية أهمية العمل علي بناء وتأسيس دعائم الدولة المدنية, وتقسيم الجهد بين الأحزاب من خلال خدمة الوطن والمواطن, ولا يعني وجود أغلبية ساحقة للحزب الحاكم أن تتكاسل الأحزاب الأخري أو تنأي بنفسها عن المشاركة في العمل السياسي, بل ربما يكون دافعا لها للمشاركة بشكل أكبر داخل البرلمان وخارجه من اجل هذا الوطن. أعود وأكرر أن هذا الوطن يحتاج إلي أن يعمل جميع أبنائه من أجله, لا يحتاج إلي حزب دون الآخر, ولا إلي فصيل سياسي دون فصيل, بل إلي أن تتكاتف كل الأيدي من اجل البناء, حتي لو اختلفت هذه الفصائل, فالاختلاف الصحي في النهاية هو الذي يدفع بنا إلي الأمام, الاختلاف الحقيقي هو الذي يكون من أجل مصلحة الوطن والمواطن, والذي يعود بالنفع عليه, إن دعوة الرئيس وتأكيده علي أنه لا أحد يحتكر العمل الوطني والحزبي, هو ترسيخ لفكرة التعددية والديموقراطية, والمنافسة الشريفة [email protected]