وضع علماء الأزهر والأوقاف, عدة آليات من شأنها تجديد الخطاب الديني, في إطار دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمحاربة الأفكار المتطرفة, حيث اتفق العلماء علي ضرورة إبراز وسطية الإسلام وقبوله للآخر وإصلاح منظومة التعليم الديني وتصحيح مسار الدعوة, بينما بدأت روابط خريجي الأزهر في عدد من المحافظات في التطبيق العملي للمبادرة داخل كل محافظة. وقالت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر, في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي, إن أهم الآليات التي يجب التركيز عليها لتجديد الخطاب الديني علي أرض الواقع تتمثل في إبراز وسطية الإسلام, باعتبارها فريضة, لقوله تعالي وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا, وخصوصية لهذه الأمة, من منطلق أنها خاتمة للرسالات السماوية, وأن تكون قاعدة انطلاق الخطاب الديني علي أساسها فلا يسمح للمتاجرين أو المتطرفين باسم الدين بالحصول علي غنيمة سياسية كما يحدث من محاولات لبعض التيارات الآن, علي أن تنتهي وزارة الأوقاف من ضبط الخطاب الديني في أي موقع سواء مسجدا كبيرا أو زاوية, مع التركيز علي بيان قيمة وعظمة النص القرآني الخاص ببيان تكريم الإنسان دون النظر لدينه أو عقيدته ولقد كرمنا بني آدم.., بالإضافة لتفعيل الخطاب القرآني للبشرية في قوله تعالي يا أيها الناس.. فمتي ترقي رسالة الإسلام, كما أراد الله أن يختتم بها الرسالات السماوية. وأشار الدكتور محمد أبوليلة عميد كلية اللغات والترجمة الأسبق, إلي أن تغيير الخطاب الديني أصبح ضرورة لأن الله لم يخلق الكون في رتابة وحتي الطبيعة منها حار وبارد, والإنسان أيضا في حالة تغير مستمر من الطفولة والشباب إلي الكهولة, والذي لا يتغير يموت, ويصدق ذلك في عالم الأفكار والمدارك وكل جوانب الحياة. وأرجع أبوليلة تردي الخطاب الديني إلي التراكمات السياسية والانهزامات التي مر بها المسلمون والعرب ابتداء من الأندلس مرورا بالحروب الصليبية انتهاء الاحتلال الحديث, كل ذلك نقل تراكمات أحبطت الخطاب الديني وجعلته يتمركز حول المعاني الانغلاقية, خوفا من ذوبان الأمة أمام المحتل. ومن جانبه, طالب الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر, بأهمية إصلاح منظومة التعليم الديني وتصحيح المسار الدعوي وتأجيل العمل الإعلامي, شريطة أن يعهد به إلي من يستشعرون الرسالة, وليسوا موظفين يؤدون مهنة, حتي يكون هناك بعث للخطاب الديني الصحيح مرة أخري. في غضون ذلك, قررت رابطة خريجي الأزهر بالغربية بالتنسيق مع منطقة الغربية ومديرية الأوقاف والوعظ الديني, تنظيم عدد من الندوات والقوافل الدينية والدعوية, لشرح صحيح الدين بجميع مساجد القري والمؤسسات الدينية علي مستوي محافظة الغربية, حيث أعلن إيهاب زغلول المتحدث باسم منطقة الوعظ بالغربية أنه تم عقد العديد من الاجتماعات والندوات التي تهدف الي محاربة الأفكار المغلوطة ومواجهة دعاوي التكفيريين والدعوةبالحكمة والموعظة الحسنة.