قال مسئولون روس أمس إن روسيا قبلت اتفاقا جديدا لإمداد كييف بالفحم والكهرباء فيما تعاني أوكرانيا نقصا في الوقود الخام اللازم لمحطات الطاقة بسبب صراع انفصالي في شرقها. تأتي الخطوة بعد يوم من اعلان كييف أنها ستوقف خدمات القطارات والحافلات إلي القرم مما تسبب في أزمة نقل من وإلي المنطقة التي ضمتها روسيا إليها في مارس. وكانت كييف قد قررت من قبل قطع الكهرباء عن القرم لفترة وجيزة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوكالة ايتار تاس للأنباء إن روسيا ستمد كييف بالفحم والكهرباء كبادرة لحسن النيات من بوتين ودون دفع الثمن مقدما. وتابع: اتخذ بوتين قرارا ببدء هذه الإمدادات بسبب الوضع الحرج لإمدادات الطاقة ورغم عدم الدفع مقدما. وقال دميتري كوزاك نائب رئيس الوزراء الروسي لقناة روسيا24 التليفزيونية إن موسكو تعتزم تقديم500 ألف طن من الفحم لأوكرانيا شهريا. وأضاف أن بلاده مستعدة لتقديم500 ألف طن أخري لكييف شهريا إذا تم التوصل إلي اتفاقية إضافية. وتفيد بيانات وزارة الطاقة الأوكرانية أن مخزونات الفحم في البلاد تبلغ1.5 مليون طن مقارنة بمعدلاتها العادية أثناء فصل الشتاء والتي تقدر بما يتراوح بين أربعة وخمسة ملايين طن. و أعلن مندوب روسيا الدائم لدي حلف الناتو ألكسندر جروشكو أن الحلف يستغل الأزمة الأوكرانية لتبرير استعداداته العسكرية قرب الحدود الروسية. وفي مؤتمر صحفي متلفز من بروكسل منذ يومين أشار جروشكو إلي أن الناتو استخدم النزاع في أوكرانيا لإعطاء تعزيز وجوده العسكري بالقرب من حدود روسيا أساسا أيديولوجيا, مبررا ذلك بضرورة التعامل مع تهديدات ظهرت, بحسب بروكسل, علي المشارف الشرقية للحلف نتيجة للأزمة الأوكرانية. مشيرا إلي أن تنامي نشاطات الناتو يثير قلقنا وخطوات الرد تتخذ. واعاد الدبلوماسي إلي الاذهان ان الناتو بدأ يتحدث عن إيجاد ساحة جديدة لتعزيز إمكانات الحلف بعد انسحابه من أفغانستان قبل الأحداث الأوكرانية بكثير. وأشار جروشكو إلي ان هذا التوجه يثير قلقا مشروعا لدي موسكو, خاصة أن شمال شرق أوروبا ودول البلطيق وبولندا أصبحت منطقة جديدة ركز الناتو عليها اهتمامه, بالإضافة إلي تحول البحر الأسود إلي منطقة وجود عسكري دائم لدول لاتنتمي إلي هذا الإقليم. وأكد المندوب الروسي أن موسكو ستتخذ الخطوات المناسبة للرد علي هذه النشاطات وقد تم اتخاذ عدد من الخطوات المطلوبة, وأضاف: أن الناتو يدرك استحالة بناء نظام أمن راسخ من دون روسيا. وتابع قائلا: في نهاية الأمر فإن علي شركائنا أن يقرروا كيف سيعززون الأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية: هل يخططون لتعزيزه مع روسيا أو من دون روسيا أو ضدها, جروشو: لانستخف باحتمال انضمام أوكرانيا إلي الناتو. وحول موضوع حصول أوكرانيا علي عضوية الحلف أشار الدبلوماسي الروسي إلي أن الحديث لايدور بالنسبة لموسكو عن الفترة الزمنية التي يمكن ان تتطلبها هذه العملية, لأنه إذا اتخذ الناتو قرارا سياسيا بهذا الشأن فقد يعني ذلك تسريع هذه العملية. وأوضح جروشكو قائلا: أن روسيا لاتعول علي أن طول الفترة التمهيدية من شأنه ان يخفف من حدة المشكلة. مضيفا أن: مضيفا أن تخلي أوكرانيا عن حيادها يمثل تغييرا جيوسياسيا وعاملا سيؤثر تأثيرا بالغ الجدية في الافق القريب والبعيد علي حالة الأمن الأوروبي. كما اعترف المندوب الروسي بوجود احتمال لنشر قوات أجنبية في أراضي أوكرانيا, الأمر الذي يدل عليه إجراؤها تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات الحلف بعد نشوب النزاع المسلح في البلاد. وأكد الدبلوماسي أن من واجب روسيا عدم الاستخفاف بانضمام كييف إلي حلف شمال الأطلسي وأخذ المسألة بعين الاعتبار, مع أنه اعرب عن امله في أن تجد هذه القضية حلا لها في اطار البحث عن بلورة الهيكلية الأوروبية العامة للأمن. كما تناول جروشكو موضوع مستقبل منطقة القطب الشمالي. مشيرا إلي أن هناك قوي معينة ترغب في تحويلها إلي منطقة مشاكل, ودعا المندوب الروسي لدي الناتو إلي عدم السماح بجعل هذه المنطقة مكانا لتصادم المصالح وفقا لمقاييس الحرب الباردة.