يسجل تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء إنخفاضا في إنتاج الأسماك من المصادر الطبيعية( البحار ونهر النيل) ففي عام1998 كان الناتج417 ألف طن وانخفض الإنتاج إلي384 ألف طن عام2009 وفي المقابل زاد الإنتاج من مصادر الاستزراع السمكي من128 ألف طن عام1998 إلي712 ألف طن عام2009. فهل يمثل الاستزراع السمكي بديلا لتوفير البروتين بعد الارتفاع المتواصل في أسعار اللحوم, وعدم كفاية الدواجن نظرا لوجود بؤر لانفلونزا الطيورمع حلول فصل الشتاء..وإلي أي مدي تتاح لأصحاب المزارع الوسائل التي تساعد علي زيادة الإنتاج, وسد الفجوة الغذائية التي يقدرها خبراء بنحو101 ألف طن سنويا؟ يقول عبد العزيز إبراهيم محمد صاحب مزرعة بكفر الشيخ إن مشكلة الأعلاف في مقدمة العقبات أمام أصحاب المزارع نظرا لارتفاع السعر, فضلا عن عدم مطابقة كثير من هذه الأعلاف للمواصفات القياسية العالمية, والخاصة بنسبة البروتين التي لاتزيد علي18% في حين يجب ألا تقل عن25%. ويضيف أن هيئة الثروة السمكية لاتقوم بدورها في توفير الزريعة, وهذا يؤدي لارتفاع أسعارها ومع ارتفاع هذا المجال أو تغيير النشاط. بقايا المبيدات ويقول هاني إبراهيم صالح مدير شركة الاستزراع السمكي إن كفر الشيخ التي تنتج35% من الإنتاج السمكي تتعرض مزارعها لمشكلة كبري تتمثل في استخدام مياه الصرف الزراعي الذي يسبب موت50% من الأسماك بوجود بقايا مبيدات وكيماويات في هذه المياه. وينبه الي عدم قيام هيئة الثروة السمكية باستيراد بعض الأنواع مثل البلطي الأحمر. أما السيد عبد السميع صاحب مزرعة فيقول إن عدم القدرة علي تسويق الانتاج الهائل المتوافر لديهم من أهم مشكلات الاستزراع السمكي ويقول د. حسام حسن أستاذ مساعد بالمركز القومي للبحوث بقسم الاحياء المائية, إن إنتاج مصر من الاسماك يقدر بنحو مليون طن سنويا, وأن نسبة60% من الانتاج مصدرها المزارع السمكية, وتمثل أسماك البلطي نسبة تتراوح بين65% و60% وتأتي مصر في المركز الثاني في إنتاجه بعد الصين. ويضيف أنه بالرغم من وجود ثلاثة آلاف كيلو متر من السواحل فإننا نعاني من الفقر السمكي نظرا لعمليات الردم الدائم للمصايد الطبيعية, والصيد العشوائي, وتلوث المياه بمخلفات المصانع بالأسمدة الزراعية وكل هذه العوامل تؤثر علي الاسماك وتؤدي إلي تأثير جنسي يشمل العقم وتحويل الاناث إلي ذكور, علي الرغم من وجود القانون رقم124 لسنة1983 م الذي يحظر استخدام مياه الري في الاستزراع السمكي ومن الطبيعي أن تتأثر عملية تصدير الأسماك نظرا لتربيتها في مياه ملوثة أسعار الأعلاف تستخدم المزارع السمكية نوعين من الاعلاف التماطي والسطاني والنوع الأخير تسطو الطيور علي جزء منه ويختلف العلف حسب نوع الأسماك فهناك أسماك تحتاج إلي نسبة بروتين تصل إلي25% مثل البلطي وأخري تحتاج إلي نسبة تصل الي(40%) مثل القرموط والدينيس. ويشكو أصحاب المزارع من ارتفاع أسعار الاعلاف حيث يصل طن العلف إلي ثلاثة آلاف جنيه ويتكون من الذرة ومسحوق السمك ومع ثبوت سعر الأسماك محليا وارتفاع أسعار الاعلاف, اضطر كثيرون إلي استخدام الأعلاف المصنعة, ذات القيمة الغذائية الأقل وتأثر الإنتاج بذلك, وتراجع البعض عن استخدام الاعلاف المصنعة. وتقول د. سميرة سالم استاذ علوم البحار بكلية العلوم جامعة القاهرة, إن عدم وجود اسطول بحري في أعالي البحار, أدي إلي استنزاف المصايد الطبيعية وتحول البحرين المتوسط والاحمر إلي بحيرة كبيرة مغلقة بسبب الصيد الجائر للذريعة, والتأثير السلبي في المخزون السمكي. فجوة غذائية ويقول الخطيب يسري جعفر الباحث بقسم الاحياء المائية بالمركز القوي للبحوث: إن الثروة السمكية هي الحل للقضاء علي الفجوة الغذائية التي وصلت إلي(101) ألف طن سنويا, ويعتبر معدل التحويل الغذائي للأسماك أسرع بكثير من الدواجن واللحوم الحمراء, لأن التدرج للأسفل في السلسلة التعقيدية, يزيد من سرعة تحويل الغذاء إلي لحوم, حيث يحتاج انتاج كيلو جرام واحد من لحوم الاسماك إلي كمية غذاء ووقت أقل مما يحتاجه انتاج كيلو جرام واحد من الدواجن أو اللحوم. ويضيف أن بحيرة ناصر من أغني المصايد الطبيعية, حيث تتميز بغزارة الانتاج, ويبقي أن تقوم هيئة الثروة السمكية بتوفير وسائل لنقل الاسماك, للمجمعات الاستهلاكية, كما كانت تفعل هيئة تنمية بحيرة ناصر قبل أن يتوقف هذا المشروع بدون مبرر. كما أن كمية الانتاج في أماكن التفريخ الحكومية لا تكفي حاجة الاستزراع السمكي, لأنها تنتج ذريعة دينيس وأروس بكميات قليلة. وينبه إلي أن استخدام مياه المزارع السمكية في الري يعود بفوائد كثيرة علي التربة الطينية والرملية, لأن الماء يكون مسمدا بمخلفات الاسماك. ويقول د. طارق أبو المكارم استاذ الثروة السمكية بكلية زراعة عين شمس, إن هناك دولا كثيرة لاتستفيد من ثرواتها السمكية مثل اليمن وجيبوتي, ولكنها مستعدة لتوقيع اتفاقيات للصيد في مياهها الاقليمية. ويقول المهندس محمود سالم عضو الإدارة العامة للمرابي والبحيرات بهيئة تنمية الثروة السمكية, إن أهم مصادر الانتاج, هي البحيرات الشمالية مثل البردويل التي تنتج أسماكا فاخرة, يتم تصديرها بمعرفة القطاع الخاص, وبحيرة المنزلة والبرولس وإدكو ومريوط وقارون والريان, والبحيرات المرة والتمساح, وبحيرة ناصر التي تتبع هيئة الثروة السمكية فنيا, ولكن الاشراف الانتاجي يتبع هيئة تنمية بحيرة ناصر, حيث كانت تقوم بعملية جمع الاسماك من الصيادين ونقلها إلي المجمعات الاستهلاكية, ونظرا لتهريب الصيادين جانبا من الانتاج بسبب حصول الهيئة عليها بأسعار أقل فقد توقفت الهيئة عن القيام بالنقل ولابد من وجود دور للقطاع الخاص للقيام بعملية نقل الاسماك, حتي تستفيد منها المجمعات الاستهلاكية. ويضيف أن الهيئة تعمل علي القضاء علي مشكلة عذوبة البحيرات من خلال التطهير المستمر للبواخير المسئولة عن الحركة التبادلية بين البحيرات ومياه البحر, خاصة مع اتجاه العالم إلي انتاج الاسماك من المياه المالحة. ويقول إن ذريعة البلطي الأحمر تتوافر في مشروع مريوط بالاسكندرية, وهي مفضلة لدي المواطنين لأنها حمراء فقط ويتحمل درجات الملوحة ولكنها لا تتحمل درجات البرودة في فصل الشتاء. ويقول إن الهيئة تحاول إجراء تعديل تشريعي في قانون باستخدام مياه الصرف الزراعي, بحيث يسمح للمزارع استخدام مياه الري أولا, قبل ري الأراضي الزراعية, للاستفادة من المخصبات الموجودة بها في الزراعة. ولكن تأجير أراضي المزارع يخضع لقانون المزايدات رقم89 لسنة1998 م مما يلزم الهيئة بتجديد المدد الايجارية وطرق التجديد. وتحذر د. مني سعد زكي رئيسة قسم التغذية والانتاج بالمركز القومي للبحوث من مخاطر تلوث نهر النيل بالعناصر الثقيلة مثل( الكادميوم الرصاص النحاس) فعندما تزيد نسبة الكادميوم عن الحد المسموح به من منظمة الصحة العالمية وهو(0.007) ملجرام للتر, تحدث اصابات في الاسماك مما يسبب ضمورا في الكليتين والكبد كما أن عنصر الكادميوم يرسب الكالسيوم ويؤدي إلي هشاشة عظام الاسماك وقابليتها للكسر, وتحدب في العمود الفقري للأسماك لذلك لابد من الاهتمام بحماية مصادر الاسماك من التلوث. *** إجراءات للتأكد من خلو الأسماك المستوردة من آثار المبيدات أو السموم تستورد مصر سنويا نحو(140) ألف طن من دول شرق أسيا مثل فيتنام, ماليزيا, أندونيسيا, تايلاند, الصين, اليابان هذه الأسماك, وإن كان معظمها رخيص الثمن مثل الجمبري ب30 جنيها, في حين يباع المحلي منه ب170, جنيها, وهناك أسماك مثل الأرانب والباصة, قبل أنها سامة, فإلي أي مدي تمثل الأسماك المستوردة خطورة علي صحة المواطنين؟ وما هي الإجراءات التي تتخذها وزارة الزراعة للتأكد من سلامة هذه الأسماك؟ يقول د. إسماعيل عبدالمنعم رئيس قسم أمراض الأسماك بكلية الطب البيطري جامعة قناة السويس إن مصر تستورد أسماك الرنجة والتونة, والماكريل, والجمبري, وسمكة الباصة الفيلية التي تستورد من فيتنام, وقيل انها سامة, ثم ثبت خلوها من السموم بعد اجراء الأبحاث والتحليل. ويرجع سبب هذه الاتهامات إلي ما يسميه حرب المستوردين. ويري ان خطورة الأسماك المستوردة تتمثل في اساليب الحفظ والشحن فقد يحدث انقطاع التيار الكهربائي عن الثلاجة فيذوب الثلج ويؤدي إلي تطرية للأسماك فيتسرب منها سائل التصاقي تلتصق به الأتربة. وتنشأ بكتيريا لا يتم التخلص منها, بعد إعادة التثليج وهذا أخطر ما في الأسماك المستوردة, وهذا يدعونا إلي توفير جميع وسائل حفظ الأسماك مثلجة. ويوضح ان عملية التمليح فيما يخص الفسيخ مثلا إذا تمت بطريقة سليمة فلا خطورة منها حيث يتم وضع طبقة الملح, وطبقة السمك, لمدة21 يوما ليتم التخلص من جميع الطفيليات داخل السمك. ويطالب د. سعد محمود منسق برنامج جودة وسلامة الغذاء بكلية الطب البيطري جامعة بنها, بمعرفة حركة الأمراض داخل البلد المصدر, ومدي خطورة المرض التأكد من الشهادات الصحية للشحنة المستوردة وفحص عينات منها للتأكد من سلامتها في هيئة الخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة, ومعامل وزارة الصحة. ويقول د. أحمد إمام مصطفي رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بالهيئة العامة للخدمات البيطرية, إنه لا يتم استيراد اي منتج حيواني إلا بموافقة الهيئة العامة للخدمات البيطرية, التي تقوم بالتأكد من خلو الدولة مصدر الشحن من الأمراض الوبائية اوالديدان والسموم, وبعد الموافقة علي استيراد الشحنة تؤخذ منها العينات لتحليلها بالمعامل البيطرية ومعامل وزارة الصحة لتأكد من خلوها من الأمراض وعدم وجود اي بقايا مبيدات أو سموم والتأكد من طريقة الحفظ في مراحل الشحن. وفي حالة وجود أي من السموم, تتم إعادة الفحص وفي حالة التأكد من وجود أي سموم تعاد الشحنة إلي دولة المصدر او تشكل لجنة تتولي عملية الإعدام ويحظر الاستيراد من بلد توجد فيه اصابات.