غاب عنا المهندس محمد عبد المنعم الملاح الرئيس السابق لنادي الشمس, وغابت معه أسرار كثيرة لا يعرفها إلا هو.. منها ما يتعلق بعملية اختفائه بعد الحكم بحبسه7 سنوات, ومنها وقائع القضية التي اتهم فيها, ومن قبلها السنوات الطويلة التي قضاها بين جدران نادي الشمس! وكثيرون اختلفوا علي الملاح واختلفوا معه ودخلوا معه في حرب طويلة قضائيا وإعلاميا وإداريا, ولكن أكثر منهم اتفقوا عليه, واعترفوا بما قدمه للنادي الكبير الذي لم يكن شيئا قبل أن يظهر فيه الرجل القوي ويخوض معه وبه العديد من القضايا المصيرية فحافظ عليه وعلي أرضه وحوله إلي واحة اجتماعية ورياضية مازالت محل إعجاب أعضاء النادي الذين تجمعوا بالآلاف بعد ساعتين من إعلان خبر وفاته في منزله بالشروق, وحرصوا علي أن يصلوا عليه ويشيعوه إلي مثواه الأخير, وهو اعتراف علني وواقعي بما قدمه الراحل من أعمال جليلة لا يمكن أن تنال منها بعض التجاوزات التي دفع وحده ثمنها بحكم قضائي حال اختفاؤه دون أن يقدم التماسا بشأنه, وهو ما ستفعله أسرته في الأيام المقبلة حتي يحصل علي براءته التي تمناها قبل أن يلقي ربه. وكل من عرف الملاح يدرك كم هو قوي وصلب يواجه رصاصات البنادق ودانات المدافع بابتسامة يملك بها من يناصبه العداء.. لم يحزن يوما من نقد, ولم ينتقم من معارض بل كان دائما سباقا إلي الخير حتي يخيل لكل عضو بنادي الشمس أنه له وحده.. وليس من دليل علي ذلك أقوي من انه خرج من السجن إلي رئاسة النادي.. حتي بعد أن اختفي عن الأنظار وأبعده الحكم القضائي جاءت مجموعته إلي الإدارة ومعها ابنه ياسر, وهو الذي كان يتهم بأنه يزور الانتخابات, وما هذا إلا اعتراف بقدرات الفقيد. وكما كان الملاح طالبا ومهندسا عبقريا, وإداريا ناجحا, كان إنسانا بمعني الكلمة, وكل ذلك ترجمه التزاحم الرهيب علي تشييع جثمانه, ولا أقل من أن يكرمه الشمس بالشكل الذي يتناسب مع ما خاضه من معارك دفاعا عن النادي وأراضيه وتطويرا لكل ركن وفريق فيه.. رحم الله الملاح وألهم أسرته الصبر والسلوان, فهو لم يكن شخصا عاديا, وإنما حالة خاصة تستحق الاحترام.