فى جامعات الدول المتقدمة تعليمياً مفاهيم ومتطلبات ومنطلقات وثوابت أساسية وضرورية تفتقدها الجامعات المصرية، وهذا المفاهيم الغائبة إذا ما أصبحت غالبة فإنها تعد نقطة الانطلاق إلى جامعات متقدمة قادرة على إفراز خريجين على مستوى عالمي من المهنية وأهم هذه المنطلقات أن الجامعات ليست مؤسسات نمطية، بل إنها تتخذ أشكالاً متعددة طبقاً لتوجهاتها وتخصصاتها وظروف البيئة التى تقع فيها، وأن عدد سنوات الدراسة يختلف فى كل كلية جامعية تبعاً للأهداف والتخصصات ومستوى الطالب، وتتحدد عدد الساعات الدراسية طبقاً للمستويات العالمية المتعارف عليها، وأن الحد المشترك المتفق عليه بين الجامعات فى قبول الطلاب بالمرحلة الجامعية الأولى هو الحصول على شهادة إتمام الدراسة الثانوية المعترف بها عالمياً، وهو شرط ضروري وليس شرطاً كافياً للالتحاق بالتعليم الجامعة، وأن الجامعة توفر البيئة التعليمية الملائمة والتجهيزات اللازمة والتى تختلف حسب التخصص وبما يتلاءم وطبيعة الدراسة، ويتطلب ذلك استيفاء الشروط والمعايير والمرجعيات أو المستويات والتى ترتبط بشكل الحرم الجامعة والأبنية والمساحات والورش والمعايير الأكاديمية والإدارية والمالية والخدمة. إن معظم نظم التعليم الجامعة لا تعتبر شهادة إتمام التعليم الثانوي وسيلة للالتحاق بالتعليم الجامعي. ففى الولاياتالمتحدةالأمريكية يطبق اختبار Schoolstic Aptitude test (SAT) بمستوى معين. وفى المملكة المتحدة الحصول على مستوى A Level بتقدير محدد تعنى رتبا محددة، إن تعديل نظام القبول فى الجامعات المصرية بما يواكب خصائص التعليم الجامعى عالمياً يتم كالآتي: (1) تحدد كل جامعة أعداد الطلاب المقبولين سنوياً فى الكليات والأقسام التابعة لها فى ضوء طاقاتها المادية والبشرية، (2) زيادة عدد الجامعات بحيث يتراوح عدد الطلاب فى الجامعة الواحدة ما بين أربعة آلاف وأربعين ألفاً، أى 25% منهم على الأقل من المتخصصين فى التخصصات العلمية، بحيث تزدد أعدادهم كلما تعقمنا فى عصر المعلومات، وزيادة الطلب على تخصصات الخدمات فى الأنشطة الاقتصادية (بنوك تأمين سياحة)، (3) يختار الطلاب بمعايير توفر لهم اختيرا تخصصاتهم، وكذا المقررات الدراسية داخل التخصص، وهذا الوضع الجديد يستوجب: (أ) اعتبار الحصول على شهادة الثانوية العامة المعيارية المطابقة للمستويات العالمية شرطاً ضروريا وليس كافياً، (ب) أن يخضع القبول فى الجامعات بعد النجاح فى امتحان الشهادة الثانوية العامة المعيارية لاختبارات القدرات والمواهب، وسمات الشخصية اللازمة للنجاح فى تخصص معين، والتى يحددها مكتب متخصص فى الانتقاء الجامعى فى داخل كل جامعاً إدارياً، وكل كلية فنياً، بالإضافة إلى المقابلة الشخصية إن كان ذلك ضرورياً، ولكل كلية أن تقترح السمات والخصائص التى تميز الطلاب النابهين، والتى يمكن أن يختار من بينها لتلائم التخصصات، (4) ينظم مكتب التنسيق آليات القبول، حيث إن لكل جامعة أو كلية شروطها، ولكل تخصص علمى متطلباته، ويلتحق الطالب بالجامعة والتخصص المراد الالتحاق به عند استيفاء هذه المتطلبات بصرف النظر عن سنة حصوله على شهادة إتمام الدراسة الثانوية، والتى يمكن وزنها ومعايرتها كلما استنفد الطالب وقتاً أطول لاستيفاء المتطلبات، (5) تعتمد الكليات والأقسام على نظم مختلفة لقبول طلابها، فقد يكون من خلال فترة زمنية يقضيها الطالب فى المصنع أو المؤسسة أو فى الجامعة ليستوفى شروط القبول فى الكلية لتوفيق أوضاعه بالنسبة لتعلم التخصص، وهناك بدائل ثلاثة فى هذا الإطار: (أ) استيفاء مستويات أعلى من الثانوية العامة مثل النظام الإنجليزي للمستوى المتقدم. (ب) قضاء سنة إعدادية أو أكثر كقاعدة أساسية للدخول فى التخصص، (ج) إجراء اختبارات والتى يتم على أساسها بناء مقررات لسد نواقص فكرية أو مهارية.