عاد إلي أرض الوطن الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس بعد زيارة خاطفة للمملكة الأردنية أجري خلالها مباحثات قمة مع الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن تناولت قضايا التعاون الثنائي وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة إلي تطورات الأوضاع في المنطقة وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثانيعلي أهمية وجود منهج استراتيجي شمولي وتشاركي بين مختلف الأطراف في التصدي للإرهاب ومن يمارسه باسم الإسلام وهو منه براء. جاء ذلك خلال القمة المصرية الأردنية التي عقدت بين الزعيمين السيسي والملك عبدالله الثاني في قصر رغدان. ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي مساء أمس: اتفقت رؤي الجانبين بشأن أهمية العمل علي إظهار الصورة السمحة للإسلام وتعاليمه التي تنبذ العنف والتطرف وتحض علي التسامح والاعتدال وقبول الآخر, حيث أكد الزعيمان ضرورة تكاتف جهود الدول العربية والإسلامية لتحقيق هذا الهدف. وأشار الزعيمان إلي محورية دور الأزهر الشريف, باعتباره منارة لفكر الإسلام الوسطي المعتدل فضلا عن أهمية توفير جميع سبل الدعم والمساندة له ليتمكن من أداء رسالته علي الوجه الأكمل. واستعرض الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وآليات التعامل معها بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة, خصوصا بعد الزيارة التي قام بها العاهل الأردني إلي واشنطن مؤخرا والمباحثات التي أجراها مع المسئولين الأمريكيين. وفيما يتصل بجهود تحقيق السلام في المنطقة..دعا الزعيمان جميع القوي والأطراف الدولية المؤثرة إلي العمل علي تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتذليل جميع العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات, وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وحول الأوضاع في مدينة القدس, حذر العاهل الأردني والرئيس السيسي من خطورة المساس بالوضع القائم في المدينة خصوصا في الحرم القدس الشريف والمسجد الأقصي المبارك..فيما أكد الملك عبدالله الثاني في هذا السياق استمرار الأردن علي الدوام في بذل جميع الجهود دفاعا عن المدينة ومقدساتها وذلك في إطار الوصاية الهاشمية علي المقدسات في القدس. وأعرب الملك عبدالله الثاني, خلال لقاء ثنائي تبعه آخر موسع حضره كبار المسئولين في البلدين, عن ترحيبه بزيارة الرئيس السيسي إلي المملكة وما ستسهم به في تعزيز الأواصر الأخوية التاريخية وعلاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين. وجري خلال المباحثات تأكيد الحرص المتبادل علي الارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي إلي آفاق أوسع واستمرار التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا, بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين, لاسيما علي الصعيدين السياسي والاقتصادي. وجدد الملك عبدالله الثاني دعم الأردن الكامل لمصر ودورها المحوري المهم في محيطها العربي والإقليمي وبما يصب في خدمة قضايا الأمة العربية وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك..فيما أعرب الرئيس السيسي عن تقدير بلاده لمواقف العاهل الأردني الداعمة لمصر وشعبها والتي أكد عليها خلال زيارته الأخيرة إلي واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وشدد الرئيس السيسي علي أن هذه المواقف المشرفة والأخوية ليست غريبة علي المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وقيادتها الوطنية التي تبدي دائما مساندة ودعما لمصر, بما يمثل نموذجا للعلاقات بين الدول العربية التي يتعين أن تجمعها وحدة الصف لمواجهة التحديات المختلفة. أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لدور الأردن في استضافة اللاجئين السوريين واهتمامه بتوفير احتياجاتهم. واستعرض الزعيمان الأوضاع في العراق, مؤكدين علي ضرورة تعزيز الوفاق الوطني بين مختلف مكونات الشعب العراقي ودعم جهود الحكومة العراقية في محاربة التنظيمات الإرهابية. وأقام الملك عبدالله الثاني مأدبة غداء تكريما للرئيس السيسي والوفد الرسمي المرافق له الذي يضم وزير الخارجية سامح شكري ومستشارة الرئيس للأمن القومي فايزة أبوالنجا والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير علاء يوسف والسفير خالد ثروت سفير مصر لدي الأردن. وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور, ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة, ووزير الخارجية وشئون المغتربين ناصر جودة, ومدير مكتب الملك جعفر حسان, ومستشار الملك مقرر مجلس السياسات الوطني عبدالله وريكات, ومدير المخابرات العامة العميد فيصل الشوبكي, والسفير الأردني في القاهرة بشر الخصاونة. وكان الملك عبدالله الثاني في مقدمة مودعي الرئيس السيسي في ختام زيارته للمملكة بمطار ماركا العسكري والتي استغرقت عدة ساعات إضافة إلي عدد من كبار المسئولين الأردنيين.