اثار فيلم حصان تورينو الذي قام المخرج احمد عبد الله باختياره للعرض في بانوراما الفيلم الاوروبي الجدل بين جمهور البانوراما, نظرا لطول مدة الفيلم التي تخطت الساعتين ونصف والأجواء القاتمة ومساحات الصمت الطويلة فيه, واصيب البعض بصدمة من الحالة السينمائية المقدمة في الفيلم التي كان من الصعب عليهم تقبلها والتعامل معها. بينما علق عبد الله علي ذلك بان المخرج بلا تار حاول التعبير عن حالة العزلة التامة التي يعيشها بطل الفيلم وابنته في هذا المكان المقفر وإتباعهما لروتين ثابت لا يتغير جعلهم لا يدركون ان العالم انتهي من حولهم, مشيرا الي انه يقدم فكرة دمار العالم في ستة ايام من خلالهما ويركز علي ازمة العزلة التي ربما يعيشها الكثير منا حتي ولو كانوا بين الناس وفي وسط حياة المدينة. واضاف انه لجأ ايضا للكثير من أفكار الفيلسوف نيتشه وقصص نهاية العالم المختلفة وقدمها بدون فلسفة او تعقيد في التفاصيل من خلال مجموعة مشاهد بسيطة تدور في فلك شخصيتين يحاولان التشبث بهذه الصورة المشوهة لما يعتقدان انه حياة, وتعامل مع الصمت علي انه اداة للتعبير عن هذه الأفكار, مشيرا الي انه استطاع ان يقترب من كل الثقافات في الفيلم فالاحداث من الممكن ان تكون في اي مكان او زمان, حيث انه خرج بالشخصيات من حيز المكان والزمان.. وقال عبد الله ان حصان تورينو هو اخر افلام المخرج الكبير بلا تار وانتاج المجر في2011 وحصل علي العديد من الجوائز منها الدب الفضي وجائزة الفيبرسي في مهرجان برلين السينمائي الدولي2011 وجائزة ماسترز في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي, واسم الفيلم مأخوذ من حادثة شهيرة للفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه وقعت في تورينو عام1889 عندما شاهد حصان يجر عربة بضائع ويعاني من الإنهاك الشديد و توقف عن الحركة فقام صاحبه بضربه بالسياط وعندما رأي نيتشه هذا المشهد قفز يحتضن الحصان لكنه فقد الوعي وفقد عقله ايضا وعاش بعد هذه الواقعة عشر سنوات تحت رعاية والدته وشقيقاته.