تعتزم بعض الطوائف الخروج للتظاهر اليوم, حاملين المصاحف, بدعوي المطالبة بعودة الهوية الإسلامية لمصر, وإسقاط حكم العسكر علي حد قولهم, ثم ما يلبث أن يحتك بعضهم برجال الجيش أو الشرطة , ثم تلقي المصاحف علي الأرض تحت الأقدام, وتلتقط الكاميرات المترصدة هذه الصور, وتروج في العالمين بأن الشرطة والجيش, يطأون القرآن الكريم كتاب الله المقدس بأحذيتهم, وأنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة, ويستصدرون الفتاوي من هنا وهناك بتكفير الجيش والشرطة, واستعداء جموع الشعب المصري عليهما, حتي تكبر دائرة العنف, ويتسع مداها, وتنقلب مصر علي عقبها القهقري, بسبب خبث هؤلاء وخبث ما ينادون به. - إن مثل هذه الدعوات تنطوي علي استهزاء بكتاب الله عز وجل, واستخفاف به, واتخاذه هزوا, ولقد حذر الحق سبحانه وتعالي اتخاذ القرآن الكريم هزوا بقوله تعالي: ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم وقال سبحانه وتعالي: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ولقد حذر الحق سبحانه وتعالي المسلمين موالاة من يتخذون دين الله هزوا من غير المسلمين قال تعالي: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين وقال أيضا: وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا ولقد بين الله جزاء هؤلاء جميعا في الآخرة بقوله: ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا - إن القرآن الكريم يجب أن يصان عن هذه الترهات, وعن هذه المشاهد العبثية التي يفتعلها بعض من لا يريدون لمصر استقرارا, ويعملون كأداة في أيدي أعدائها من أجل زعزعة أمنها ووحدتها, محاولين عبثا تضليل الناس برفع المصاحف, ومثل هذه الدعوات لن تنطلي علي أحد من جموع الشعب المصري, الذي وعي تصرفات أولئك جميعا. - إن المصاحف التي يدعو البعض إلي أن ترفعها الأيدي في المظاهرات, تحوي بين دفتيها الآيات الدالة علي حرمة القتل والتخريب, وسفك الدماء, والسعي في الأرض بالفساد, والإفساد, ولكنهم كمن قال الله فيهم: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين - هذه المصاحف تقول لرافعيها: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام, وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد, وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد وتصرخ فيهم قائلة: ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين - إن لسان حال هذه المصاحف تنادي فيهم بقول الله تعالي: كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين وتقول لهم: إن الله لا يصلح عمل المفسدين - إن القرآن الكريم الذي يحملونه في أيديهم يقول لهم وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين - عشنا حينا من الدهر بعد الخامس والعشرين من يناير2011 م نصبح ونمسي علي المظاهرات تجوب الآفاق هنا وهنا, ومطالبات متعددة, وأغراض شتي, وكل تظاهرة تنادي بعكس ما تنادي به الأخري, ولا أشك لحظة في أن بعضها مدفوعا من جهات خبيثة, بقصد الفساد والإفساد في الأرض من أجل عدم استقرار مصر, وقد سئمنا هذه الدعوات, وهذه المطالبات التي لا تهدف لشيء سوي تهديد استقرار مصر, والعمل علي سقوطها. أما عن الهوية الإسلامية التي ينادون بها, فهي متغلغلة في وجدان الشعب المصري, وفي دمائه, اسألوا المآذن التي تجلل في الآفاق بأفضل نغمات الوجود, وشذاها يملأ عبق الكون, وأريجها يملأ الوجود كله بأزكي وأطيب الرياحين, اسألوا المساجد وما فيها من عباد وزهاد, بل اسألوا الجمعة والجماعات, واسألوا الأزهر وأبنيته وشيوخه وعلماءه عن الهوية الإسلامية, بل اسألوا التاريخ, والعالم أجمع, سينطق كل أولئك أن مصر مملوءة بالإسلام, وهويتها الإسلامية ترفرف في العالمين, وتصدر مصر علماء الإسلام إلي الدنيا كلها, لينشروا وسطية الأزهر السمحة التي هي جوهر الإسلام الحق. - إن مصر آخذة في الاستقرار, وماضية نحو التقدم بفضل الله, تحرسها وترعاها عناية الحق سبحانه وتعالي, وسوف تجري علي أرضها, وبين جنباتها المشاريع الكبري, كحفر القناة الجديدة, واستصلاح ملايين الأفدنة لتزداد الرقعة الزراعية, فضلا عن تطوير محور قناة السويس, وغيرها من المشارع العملاقة الأخري التي ستعمل بفضل الله وحوله علي تحسين الوضع الاقتصادي لمصر, ولو كره الحاقدون, ولوكره المفسدون. حمي الله مصر وجيشها الأبي, حمي الله الأزهر الشريف.