في الوقت الذي يكثر فيه الحديث في الاعلام الغربي, عن وجود دلائل عديدة تشير إلي قرب إندلاع الحرب العالمية الثالثة, وفي الوقت الذي صرح فيه وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل بضرورة إعداد الجيش الأمريكي لمواجهة عسكرية ضد روسيا, كشف موقع جلوبال رسيرش أخيرا عن تقرير صادر عن وزارة الدفاع الامريكية يشير إلي إعداد البنتاجون لمخطط الحرب العالمية الثالثة. وفيما يتعلق بهذه الحرب, فقد أشارت كورية انترناسيونال الفرنسية إلي إن مايحدث في سورياوالعراقوأوكرانيا ومنطقة الساحل ماهي إلا الإرهاصات الأولي للحرب العالمية الثالثة وذكرت صحفية لوفيجارو أنه بعد مرور قرن علي الحرب العالمية الأولي تلوح الثالثة في الأفق, ولم يقتصر الأمر علي الصحف الفرنسية, حيث أشار روجر كوهين في صحيفة نيويورك تايمز إلي إن مايحدث في أوكرانيا وشرق بحر الصينوسوريا كفيل بإشعال فتيل الحرب العلمية الثالثة. أما عن المخطط الأمريكي للحرب العالمية الثالثة, فقد جاء في وثيقة تحمل عنوان رؤية لمستقبل النزاع العسكري وقام بإعداده هيئة الدفاع الوطني, وهي مجموعة مكونة من كبار القادة العسكرية الذين يعملون تحت مظلة الكونجرس, ويرأس هذه المجموعة وليام بيري الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وكشف الموقع عن أن الهدف الرئيسي من هذا المخطط جاء بزعم استعداد واشنطن للمستجدات الدولية والإستراتيجية التي تشهدها الساحة الدولية حاليا, وخاصة في الصينوروسيا وكوريا الشمالية وإيرانوالعراقوسوريا ومنطقة الساحل وافريقيا بشكل عام. وتم الكشف عن هذه الوثيقة خلال إنعقاد المؤتمر السنوي للبنتاجون أخيرا, والذي أعرب خلاله الجنرال ريموند أوديرنو, الذي كان يتولي قيادة قوات التحالف في العراق, عن بالغ قلقة إزاء قلة عدد أفراد الجيش الأمريكي الذي يتجاوز المليون فرد حاليا, وأبدي أسفة للتصريحات التي أدلي بها في الكونجرس عام2012 عندما قال: إن الجيش الأمريكي قادر علي شن أي حرب مهما كان حجمها بنصف مليون جندي فقط, وهنا يطرح سؤال نفسه: لماذا أصبح هذا العدد غير كاف لشن حرب جديدة! تكمن الإجابة علي هذا السؤال في أن البنتاجون يتأهب حاليا لشن حرب كبيرة ومادفع البنتاجون لرفع حالة الاستعداد والتقليل من حجم وقوام الجيش هو ماأشارت إليه الوثيقة من أن أجواء تلك الحرب العالمية الثالثة غير معلومة ومكانها مجهول وأن حلفاء واشنطن آنذاك مشكوك في أمرهم, وكل ذلك عملا بقول وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد عندما قال عنها الحرب العالمية الثالثة الخفي والمجهول. وطبقا للمعطيات الحالية علي الساحة الدولية, فإن الولاياتالمتحدة تري أنه من الضروري شن عدة ضربات إستباقية في العديد من المناطق وفي فترة وجيزة في شبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الشرقي والجنوبي, وفي الشرق الأوسط وجنوب آسيا.. ولما لا أوروبا. وعلي الرغم من أن هذه الحرب تأتي في إطار مايسمي أيضا بالحرب الاستباقية التي أعلنت عنها واشنطن عام1992, إلا أن الوثيقة زعمت أن اندلاعها سينقذ البشرية من سياسات محور الشر. وكشفت الوثيقة عن القلق البالغ الذي ينتاب البنتاجون حاليا إزاء عملية التحديث التي يجريها الجيش الصيني والتي ستمكنه من ضمان استقرار وتأمين حدوده, مما يقتضي من وجهة نظر واشنطن نشر قوات أمريكية برية وبحرية في المنطقة. وبالنسبة للتطورات في أوكرانيا انهم البنتاجون روسيا بأنها تسعي لمد نفوذها علي القارة أورو آسيوية, مما يقتضي أيضا نشر قوات امريكية في تلك المنطقة لردع النفوذ الروسي. وعلي الصعيد الاقليمي حذرت الوثيقة من عملية التحديث العسكرية التي تجريها إيران لأنها ستقف عائقا أمام المصالح الامريكية في منطقة الشرق الأوسط, وأوصت بضرورة وجود وحدات عسكرية أمريكية في المنطقة. كل هذا يعني أن البنتاجون يستعد للحرب العالمية الثالثة, وما يعزز ذلك هو ماذكرته صحيفتي الواشنطن بوست والفايننشال تايمز, فالأولي أشارت إلي أن الولاياتالمتحدة سترسل(500) عنصرا استخباراتنا في مختلف دول العالم تنفيذا لمخططات البنتاجون, والثانية ألمحت إلي أن حرب عالمية ثالثة هي المخرج الوحدة للأزمة الاقتصادية العالمية الحالية.